ما حكم الرذيلة على الإنترنت؟ وهل تُعتبر زنا؟ وما كيفية التكفير عنها؟ وهل تقبل التوبة منها؟!

 

* يجيب عن السؤال: فضيلة الشيخ سعد الدسوقي- من علماء الأزهر الشريف:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..

نقدم أولاً نصيحةً لأبنائنا وبناتنا بخصوص التعامل مع الأجهزة الحديثة، فيجب علينا أن نحمي الأجيال من هذا الوباء الوافد، وأن نحميهم خلقيًّا ودينيًّا، فمحاولات الاختراق في   النواحي الجنسية مقصودٌ به محو الهوية الإسلامية وفقدان الذات، وليعلم أبناؤنا أن الإسلام يقوم أساسًا على القواعد الأخلاقية، واستقبال مواد الفحش عبر شبكة الاتصال مفسدة لشباب الأمة ومضيعة لرصيدها الأكبر، وعلى المصلحين التنبيه على ذلك؛ حيث تنقل إلينا السلوكيات السلبية التي هي أسوأ ما عندهم، وعلينا أن نتعامل مع هذه الشبكة بمسئولية لتجنب الأجيال الناشئة سوء استخدامها وحماية مستقبلها.

 

أما عن السؤال الوارد: فإن ما تسأل عنه أخي الكريم عن حكم الرذيلة على الإنترنت لا يعتبر في نظر الإسلام زنا وليست فيه عقوبة الزنا المحددة شرعًا، ولكنه يقع في دائرة المحرم الممنوع؛ حيث قال جل وعلا: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾ (المؤمنون- 4: 6)، أي أن من فعل شيئًا من الناحية الجنسية بعيدًا عما قررته الآيات من الأزواج أو ملك اليمين؛ فهو حرامٌ، وفاعله معتدٍ، ويحاسبه الله عز وجل على ما فعل.

 

والخلاص من ذلك بالتوبة إلى الله والإقلاع عن الذنب والندم على ما فات، وذلك هو السبيل للخلاص وسفينة النجاة، والله عز وجل يقول: ﴿وَإِنِّيْ لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ (طه: 82).

 

نسأل الله أن يحصِّن فروج المسلمين والمسلمات، وأن يصرف عنا جميعًا السوء والفحشاء، وأن يجعلنا من عباده المخلصين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والله أعلم.