كتبت ـ رحمة مراد:

في مفاجأة غير متوقعة أربكت قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وهو منتفخ أثناء جلسات ما يسمى "منتدى شباب العالم"، فاجأ شابان السيسي الذي اغتصب حكم مصر الشرعي وسفك دماء الأحرار بسؤاله عن الحاكم الذي يريد أن يبقى مدى الحياة ويرفض التغيير السلمي".

ارتبك قائد الانقلاب وحاول التهرب من السؤالين في جلسة "ما بعد الحروب والنزاعات.. آليات بناء المجتمعات والدول"، قائلاً: "لا يوجد حكم للأبد.. الأمر ينتهي بعمر الإنسان.. لكن الشعب يغير إذا أراد التغيير.. وإذا كان الخيار بين الوضع الصعب ووضع أصعب منه رأيتموه خلال الـ3 سنوات الماضية حينما سيطرت داعش على العراق وسوريا.. فالخيار لكم".

وفي يوليو الماضي قال السيسي إنه لن يتكرر ما حدث قبل 7 سنوات.. ثمن هذا الكرسي هو حياتي ولن أسمح.

وفي يناير الماضي وقبل الانتخابات الهزلية الأخيرة قال السيسي: أوصي الشعب بأن يختار الأصلح، ومن يأتمنونه على مستقبلهم ومستقبل أولادهم، محذرًا أنه لن يسمح لفاسد بالاقتراب من هذا المنصب.

الدكتاتوريات أذلت الشعوب

وعلق الدكتور محمد نور فرحات، أستاذ فلسفة القانون (المؤيد للانقلاب) على تصريحات السيسي، قائلاً: "إن الشعوب ضحية بعد أن أذلها وأفقرها وبدد ثرواتها حكامها، وأشاعوا فيها الفساد والاستبداد وسحق الكرامة، بل وفشلوا في الحفاظ على استقلال ووحدة أوطانهم، في مصر وسورية وليبيا واليمن وتونس... وفي غير ذلك من بلدان عالمنا العربي المنكوب.

وأضاف - في تدوينة له عبر "فيس بوك" -: هل كان مطلوبًا من الشعوب العربية أن تخنع وتسكت على أحوالها المزرية وعلى جوعها وفقرها وقهرها، وأن تسلّم ظهورها لجلاديها؟

وتابع: إن الثورة ليست فعلاً عمديًّا ولكنها صرخة شعب ضاقت به السبل يطلب التغيير نحو الأفضل"، مضيفًا: "إن كل شعوب الدنيا قادرة على تغيير وضعها المزري ومقاومة الحكام الفاسدين ورفْع الظلم، والمطالبة بذلك أخلاقيًا وسياسيًا ودينيًا، لكنها بحاجة لقيادة تتفهّم طموحاتها وآلامها وآمالها وتعمل على تحقيقها".

تعديلات دستورية

ومنذ مهزلة حصول السيسي على الولاية الثانية بأغلبية شعبية مزيفة بعدما تخلص من كل منافسيه وزجّ بهم في السجون يمهّد نظام العسكر إلى تعديلات دستورية مرتقبة سيعدها برلمانه الموالي لسياسته، تمكنه من تنفيذ حلمه وبقائه في الحكم مدى الحياة.