اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف تزويد طائرات التحالف السعودي - الإماراتي بالوقود جوًّا، يأتي في إطار مسعاه لتجنيب ولي العهد السعودي أي عقوبات صارمة قد يتخذها الكونجرس بحقه.

وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن هذا القرار يبدو كمحاولة لاحتواء الغضب الدولي بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وأيضًا بسبب مقتل مدنيين في حرب اليمن، وهو كذلك محاولة لتجنب أي عقوبات مباشرة يمكن أن تطول ولي العهد.

وكانت إدارة ترامب أعلنت، أمس الجمعة، وقف عمليات تزويد طائرات التحالف السعودي - الإماراتي بالوقود جوًّا، وبعدها بوقت قصير، أعلنت قيادة التحالف أنها ستزوِّد طائراتها بنفسها.

وقالت الصحيفة: إنه من المتوقع أن تعلن إدارة ترامب عقوبات اقتصادية تستهدف مسئولين سعوديين مرتبطين بحادثة قتل خاشقجي، حسب مسئولين سابقين وحاليين في البيت الأبيض.

وأكدوا أن البيت الأبيض والدوائر المالية ناقشوا فرض العقوبات بموجب قانون "جلوبال ماجنيتسكي"، الذي يمنح السلطة التنفيذية صلاحية معاقبة المسئولين الأجانب المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، مؤكدين أن الإعلان عنها قد يكون خلال أيام.

ووفق مسئولين أمريكيين، فإن القرار لا يرتبط بشكل مباشر بقضية مقتل خاشقجي، لكنهم أكدوا أن الضغوط المتزايدة من جانب الولايات المتحدة على السعودية لتهدئة الحرب في اليمن، ما كان لها أن تكون قوية لولا حالة الغضب الدولية.

وفي إطار العقوبات بقضية خاشقجي، قالت الصحيفة: إن واشنطن وضعت 21 سعوديًا على القائمة السوداء وألغت تأشيراتهم، ويُتوقع أن من بينهم الأشخاص الـ15 المتورطين في حادثة مقتل خاشقجي والذين حددتهم أنقرة، إضافة إلى مسئولين آخرين فُصلوا من مناصبهم في السعودية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي: إن تلك العقوبات لن تكون كل شيء؛ إذ إن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أوصت إدارة ترامب، في 10 أكتوبر الماضي، بضرورة المطالبة بإجراء تحقيق في مقتل خاشقجي، "وضمن ذلك ما إذا كان كبار المسئولين بالحكومة السعودية متورطين في القضية".

وأُثيرت احتمالية فرض عقوبات على السعودية في اجتماع وزارة الخزانة، الخميس الماضي. وبحسب موظف بالوزارة حضر الاجتماع فإن وزير الخزانة ستيفن منوتشين انتقد طريقة قتل خاشقجي المروعة، ووعد باتخاذ عقوبات خلال الأسبوع المقبل.