فجر تحقيق بثه التلفزيون البريطاني موجة غضب واسعة، بعدما كشف عن جانب من معاناة المعتقلين في السجون السرية التي تديرها الإمارات في محافظة عدن جنوبي اليمن. 

وفي لقاء مع القناة الرابعة البريطانية قال عادل الحَسَنِي، المعتقل السابق وأحد القيادات الميدانية بقوات الحكومة الشرعية: إن هناك مئات المعتقلين بالسجون السرية التابعة للإمارات؛ حيث يتعرضون لشتى أنواع التعذيب من ضرب وصعق بالكهرباء وإدخال أدوات معدنية حادة بمناطق حساسة من الجسم.

وأضاف الحَسَنِي - الذي كان معتقلاً لدى قوات الحزام الأمني المدعومة من أبو ظبي - أن السجون كانت تمتلئ صراخًا كل ليلة؛ بسبب التعذيب الذي يشرف عليه الإماراتيون.

وقد نشرت القناة البريطانية في تحقيقاتها إفادات لمنظمات حقوقية وصورًا للسجون الإماراتية في اليمن.

ولم يكن هذا التحقيق الأول من نوعه؛ ففي يوليو الماضي وثقت منظمة العفو الدولية (أمنستي) "انتهاكات صارخة ترتكب بشكل ممنهج بلا محاسبة.. تصل إلى مصاف جرائم الحرب" بالسجون السرية التي تشرف عليها أبو ظبي جنوبي اليمن، ولكن الإمارات نفت ذلك لاحقًا.

وقالت المنظمة في تقريرها المعنون بـ"الله وحده أعلم إذا كان على قيد الحياة" إنها رصدت عشرات الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والتعذيب من قبل القوات الموالية لأبوظبي.

واعتبرت أمنستي أن هذه الممارسات ترقى إلى جرائم حرب، ودعت الإمارات إلى التوقف عن المشاركة فيها وفتح تحقيق سريع وفعال بشأنها.

ومن بين الأرقام المذكورة بالتقرير، قالت أمنستي: إنها حقّقت في ظروف اعتقال 51 سجينًا بين مارس 2016 ومايو 2018، اعتقلتهم القوات الحكومية والقوات الإماراتية التي تدرّب قوات السلطة جنوبي اليمن، وأكدت أن 19 من بين هؤلاء فُقدت آثارهم.

وقبيل صدور التقرير الحقوقي، أعلنت الأمم المتحدة أن لديها ما يدفعها للاعتقاد بتعرض سجناء يمنيين لمعاملة سيئة وتعذيب وانتهاكات جنسية من قبل عناصر من القوات الإماراتية.