قدم العميل الصهيوني عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب اعترافا نادرا بالتعاون الأمني الوثيق مع العدو الصهيوني في سيناء خلال مقابلة بُثت، أمس الأحد، مع برنامج (60 دقيقة) على شبكة "سي.بي.إس" الإخبارية الأمريكية.

وقال البرنامج: إن الشبكة وصلها طلب بعدم بث المقابلة، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل؛ بسبب ما سيترتب على الاعتراف بمثل هذا التعاون مع العدو الصهيوني يمكن أن يستفز قيادات في الجيش ترى الاستعانة بالصهاينة اتهامًا لها بالعجز, كما أنها تمثل إدانة للسيسي الذي أباح سيناء للطيران الصهيوني دون استشارة أو علم أحد.

وردًّا على سؤال بشأن ما إذا كان تعاونه هو الأوثق والأعمق مع العدو الصهيوني أجاب السيسي: "صحيح".

وقال السيسي: إن القوات الجوية تحتاج في بعض الأحيان للعبور إلى الجانب "الإسرائيلي"، وإن ذلك هو السبب في وجود تنسيق واسع مع "الإسرائيليين".

وعندما سئل عن سبب عدم تمكنه من القضاء على المتشددين، رد السيسي بالإشارة إلى الصعوبات التي واجهتها الولايات المتحدة في أفغانستان ضد تمرد حركة طالبان.

وتساءل قائد الانقلاب: "لماذا لم تستطع الولايات المتحدة القضاء على الإرهاب في أفغانستان بعد 17 سنة وصرفت تريليون دولار؟".

وفي المقابلة، نفى العميل الصهيوني ما هو معروف لدى العالم كله أن مصر تحتجز سجناء سياسيين، وذكرت المحطة أن إحدى الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان تقول: إن هناك نحو 60 ألف سجين سياسي في مصر.

وقال العميل الخائن: "أنا معرفش هما جابوا العدد ده منين بصراحة.. ليس لدينا سجناء سياسيون في مصر"، مضيفًا أنه عندما تحاول مجموعة تمثل فئة قليلة فرض فكرها المتطرف "فعلينا أن نتدخل مهما كان عددهم".

وقالت "سي.بي.إس" إن قائد الانقلاب خالف الرواية الحكومية السابقة، وقال إن آلاف المسلحين كانوا في رابعة".

وبشأن ما عرضته حكومة الانقلاب من قطع أسلحة، قال السفاح القاتل: "لا أعرف كيف كان هناك 15 أو 16 قطعة سلاح.. أريد أن أقول للشعب الأمريكي إن الوضع على الأرض كان من الممكن أن يدمر الدولة المصرية ويتسبب في حالة عدم استقرار هائلة لا يمكن تصورها".

وبخصوص القتل الذي جرى في رابعة، بحسب تقرير "هيومن رايتس ووتش"، قال السيسي: "هل تقول إنه تقرير سليم؟ هذا غير صحيح. كان هناك رجال شرطة حاولوا فتح ممرات آمنة ليعود الناس بأمان لمنازلهم".

وفيما يتعلق بمن أعطى الأوامر في رابعة، رد القاتل المجرم: "دعني أسألك هل تتابع عن كثب الوضع في مصر؟ من أين تأتي بمعلوماتك؟ كان هناك الآلاف من المسلحين في الاعتصام لأكثر من 40 يومًا.. لقد استخدمنا جميع الوسائل السلمية لتفريقهم".

وردًّا على سؤال بشأن الحديث مع مصريين يرفضون تسميته الرئيس، قال السيسي: "لا أعرف من هم.. هناك 30 مليون مصري نزلوا إلى الشوارع لرفض النظام الحاكم في ذلك الوقت وكان من الواجب الاستجابة لرغبتهم. وللحفاظ على السلام بعد تلك الفترة يتطلب بعض الإجراءات لاستعادة الأمن".

وأضاف أن "الشعب المصري رفض الحكومة الدينية المتشددة، ومن حق الشعب المصري اختيار شكل الحكومة التي يريدها".

ونفى الكذاب الخائن أن يكون حظر الإخوان المسلمين لأنهم يقودون المعارضة ضده، وقال: "نحن نتعامل فقط مع الإسلاميين المتشددين الذين يحملون الأسلحة. نرحب بهم للعيش بين الناس ولكننا لا نريد منهم حمل أسلحة وتدمير الاقتصاد المصري". 

تخلل الحلقة التي أذيع فيها اللقاء مع قائد الانقلاب لقاءات أخرى مع عدد من الشخصيات، بينهم المعتقل السابق في مصر محمد سلطان الذي يحمل الجنسية الأمريكية.

وقال الصحفي سكوت بيلي - الذي حاور السيسي - في مقدمة الحلقة إن أموال دافعي الضرائب الأمريكيين تذهب إلى نظام متهم بأسوأ الانتهاكات في تاريخ مصر الحديث.

وأضاف أن معارضي السيسي سُجنوا بالآلاف، وأن السيسي خنق حرية التعبير، وأن قواته قتلت المحتجين.

وتابع بيلي أن السيسي لا يجري الكثير من المقابلات الصحفية، "وقد فوجئنا بحديثه إلينا"، وأضاف أن السيسي فوجئ - على ما يبدو - بالأسئلة، وهو ما يفسر طلب حكومته من "سي.بي.أس" عدم بث المقابلة، وفقًا لما قاله بيلي.

وقد أجريت هذه المقابلة في فندق بمدينة نيويورك قبل بضعة أشهر.

وقبل بث المقابلة، أذاعت "سي.بي.أس" فقرة تتناول ما جرى في الكواليس، وتحدث فيها سكوت بيلي ومنتجة المقابلة عن تدخلات المسئولين المصريين - بمن فيهم رئيس المخابرات - لمنع البث.

رابط: 

https://arabi21.com/Content/Upload/Video/Video_120197121428.mp4