بدأ أهالي المعتقلين والمختفين قسريا في اليمن، الخميس، اعتصاما مفتوحا في مدينة عدن (جنوبا)؛ للمطالبة بالإفراج عن ذويهم في السجون السرية التي تديرها القوات الإماراتية وحلفاؤها في المدينة الساحلية الجنوبية.
 
وشهدت عدن مظاهرات هتفت بشعارات تناهض السجون السرية واستمرار اختفاء واعتقال أبناء المدينة.
 
ورفع المتظاهرون لافتات لأول مرة، تتهم القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات هاني بن بريك، بقاتل العلماء ومشايخ الدين في عدن.
 
وجاءت هذه الوقفة استجابة لدعوة أطلقها أهالي المعتقلين والمختفين في سجون عدن، التي تديرها القوات الإماراتية وأخرى قوات محلية مدعومة منها.
 
وقال بيان صادر عن المحتجين: إن "هذه الخطوة التصعيدية والتي سوف تستمر أتت عقب تجاهل للمطالب الحقوقية والإنسانية للمختطفين منذ أكثر من  (19) شهرا".
 
وأكد البيان تأييده ما ورد في تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" المتعلق بالمعتقلين اليمنيين، وتردي وتدهور الحالة الصحية للمضربين عن الطعام بسجن بئر أحمد شرقي عدن.
 
وحسب البيان، فإن الاعتصام السلمي مستمر حتى تحقيق العدالة والكشف عن قتلة الدعاة والمشايخ في عدن، وإظهار المختفين في السجون الإماراتية السرية وتسليمهم للقضاء والنيابة ليقول كلمة الفصل في ذلك.
 
وطالب المحتجون التحالف العربي والحكومة الشرعية ممثلة بالرئيس، عبدربه منصور هادي، ورئيس الوزراء، بالاستجابة لمطالبهم الإنسانية والحقوقية المشروعة وتقديم أبنائهم للمحاكم القضائية بعد نسب التهم إليهم، أو إطلاق سراحهم حال لم يثبت عليهم شيء.
 
كما دعا البيان جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية للتضامن مع قضيتهم.
 
وتشهد مدينة عدن مظاهرات شبه يومية؛ للمطالبة بالكشف عن مصير مئات المعتقلين والمخفيين قسريا منذ نحو عامين، والإفراج عنهم، وسط أحاديث عن موت العشرات منهم تحت التعذيب.
 
ويعد سجن "بئر أحمد" واحدا من خمسة سجون سرية في مدينة عدن، حيث وقعت فيه انتهاكات فظيعة في شهر مارس الماضي، بعد إعلان السجناء الإضراب عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم وعدم توجيه أي تهم لهم، وفقا لـ"مجلس جنيف للحقوق والعدالة".
 
 ويوجد سجن ثان، كما تشير تقارير عدة أبرزها تحقيق وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، في قاعدة البريقة، حيث مقر القوات الإماراتية، شرقي عدن؛ حيث يقبع فيه عشرات المعتقلين والمخفيين قسريا، فضلا عن سجن ثالث في منزل شلال شايع، مدير أمن عدن المتحالف بشكل وثيق مع الإمارات، بينما السجن الرابع  في ملهى ليلي تحول إلى سجن يعرف بـ"وضاح".
 
وتتهم تقارير حقوقية دولية القوات الإماراتية وحلفاءها المحليين بالتورط في "حفلات تعذيب وحشية"، يتعرض لها المعتقلون في سجونها المتعددة؛ حيث تقوم قوات الأمن فيها بالتعذيب والانتهاكات الجنسية؛ لكسر إرادة المعتقلين، ومنها سجن الريان، سيئ الصيت، في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت (شرقي البلاد).
 
وكانت وكالة "أسوشييتد برس" قد كشفت، في يونيو 2018، تفاصيل صادمة عن سجون إماراتية جنوبي اليمن، من بينها "العنف الجنسي"، الذي اعتبره التقرير الوسيلة الرئيسية لممارسة الوحشية على المعتقلين وانتزاع اعترافات منهم.