كشفت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية عن تعرض عدد من المهاجرين الأفارقة، الذين يتخذون مصر سبيلاً في الهجرة، لسرقة أعضائهم من قبل عصابات الاتجار بالأعضاء البشرية.
 
ونشرت الصحيفة، في عددها الصادر اليوم الأحد، تقريرًا لمراسلها شون كولامب في العاصمة المصرية القاهرة، بعنوان "حبسوني وأخذوا كليتي وقالوا فكِّر في أطفالك"، بحسب ما نقله موقع شبكة "بي بي سي".
 
ويقول التقرير: إن كثيرًا من الأفارقة يتجهون إلى الأراضي المصرية؛ سعياً للانطلاق منها نحو أوروبا، لكن بعضهم يقع فريسة في أيدي عصابات الاتجار بالأعضاء البشرية.

ويبين أن بعض المهاجرين يضطر إلى تقديم أعضائه بدلاً من المال الذي لا يملكه ويحتاج دفعه للحصول على مساعدة هذه العصابات في تهريبه بشكل غير قانوني إلى الساحل الجنوبي لأوروبا.

ويعرض التقرير بعض الحالات، منها شخص يدعى داويت من إريتريا؛ حيث حصل على المال من أسرته وقدمه لعصابات التهريب، لمساعدته على الانتقال إلى مصر عن طريق الأراضي السودانية عندما كان عمره 13 عامًا؛ تجنبًا للتجنيد الإجباري في الجيش الإريتري.
 
ويوضح التقرير أن داويت لم يجد المال الكافي في مصر ليدفع لعصابات التهريب مقابل رحلة عبور البحر المتوسط نحو أوروبا، ورغم أنه سعى للحصول على عمل لجمع المبلغ المطلوب فإنه لم يفلح حتى قابل رجلاً سودانيًا عرض عليه بيع كليته مقابل المال المطلوب لرحلة عبور المتوسط.

ويواصل التقرير قائلاً: إن داويت أُجريت له بعض الفحوص الطبية قبل نزع إحدى كليتيه مقابل 5 آلاف دولار، وعندما أفاق في المستشفى كان يعاني ألما حادا بجانبه، وظل يصرخ ويلعن حتى جاءه الوسيط وأعاده إلى مقر إقامته.

ويعتبر مراسل "الأوبزرفر" أن قصة داويت أكثر شيوعا مما تشير إليه إحصاءات الأمم المتحدة، التي تقول إن نحو 700 حالة اتجار بالأعضاء تتم سنويا، أغلبها في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مضيفة أن هذه التجارة تزدهر خلال الأعوام الماضية، في مصر على وجه الخصوص.