شهد مركز المؤتمرات بالمدينة الجامعية بجامعة القاهرة فعاليات الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه منظمة الإيسيسكو وتنظمه كلية الآثار جامعة القاهرة تحت رعاية الدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار والدكتور مصطفي مسعد وزير التعليم العالي والدكتور  حسام كامل رئيس جامعة القاهرة والدكتور عبد العزيز التويجري رئيس المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.

 

يأتي الاجتماع محاولة لدراسة سبل حماية التراث الحضاري السوري والوقوف أمام الانتهاكات الغاشمة الواقعة على مختلف المواقع الأثرية السورية.

 

وأشار الدكتور محمد حمزة عميد كلية الآثار جامعة القاهرة في كلمته الافتتاحية إلى أن  الاجتماع يأتي في إطار الجهود التي تبذلها منظمة الإيسيسكو من أجل حماية التراث الحضاري والإسلامي والمساجد العتيقة في المدن السورية والوقوف بحزم بوجه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإرث الحضاري السوري.

 

وأشاد الدكتور محمد إبراهيم في كلمته بالسياسة الخارجية المصرية وتحركها الدءوب وتوجهاتها لحل الأزمة السورية من خلال مبادرة الرباعية، وتحرك الرئيس محمد مرسي دوليًّا وإقليميًّا وحرصه على الحفاظ على وحدة وحقن دماء الشعب السوري.

 

وطالب الوزير المجتمع الدولي بكل مؤسساته المعنية، والمنظمات العلمية الأثرية الدولية وعلى رأسها منظمة اليونسكو وشعوب العالم كله القيام بدوره المنوط به في حماية التراث الثقافي في المدن السورية والالتزام بأحكام الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية، وبخاصة اتفاقية لاهاي لعام 1954م بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح واتفاقية عام 1970م بشأن التدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة.

 

وحذر من مخاطر نهب الممتلكات الثقافية وسلبها، محذرًا من تكرار سيناريو العراق، كما دعا كل أطراف النزاع في سورية إلى ضرورة احترام بنود المعاهدات الدولية المعنية بحماية الممتلكات الثقافية.

 

ومن المقرر إصدار بيان ختامي  يدين تدمير المواقع الأثرية السورية ويحمّل السلطة مسئولية فشلها في حماية هذه المواقع الأثرية في غالبية المناطق السورية وتجنيد الرأي العام العربي والإسلامي والدولي للتدخل السريع لإيقاف الاعتداءات على معالم التراث الحضاري في المدن السورية.

 

ومدينة حلب تمثل أحد المواقع المُدرجة في قائمة التراث العالمي وتحتل المدينة موقعًا إستراتيجيًّا على تقاطع طرق التجارة التاريخية بين الشرق والغرب، وكانت معبرًا للغزاة والفاتحين ومحطة للمسافرين ورجال العلم والدين، فقد حافظت على تراث تاريخي يبرِز الثقافات المتنوعة للشعوب التي استقرت فيها على مدى الآلاف من السنين، ومنها الحيثيون والأشوريون والإغريق والرومان والأمويون والأيوبيون‎ والمغول والمماليك والعثمانيون، مما أهلها لأن تُدرج ضمن قائمة التراث العالمي في عام 1986م ، كما اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2006م.