حالةٌ من الرعب خيمت على الأسر المصرية في الأيام الأخيرة، الكل خائف ومترقب ظهور المرض الغامض الذي وصفته الإشاعات بالمميت وكأنه مرض فضائي قادم إلينا من المريخ، إنه مرض التهاب الغدد النكفية.

 

وبالرغم من أن عدد حالات الإصابة به في آخر إحصائية لوزارة الصحة الصادرة الخميس الماضي تشير إلى أن الحالات في جميع محافظات مصر لا تتجاوز 1815 حالة حسب ما صرَّح به الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة معظمهم.

 

لذا حاول "إخوان أون لاين" كشف الحقيقة أمام الأسرة المصرية عن طريق تعريفها بالمرض، وكيفية التعامل معه عقب ظهوره خلال هذا التحقيق.

 

بدايةً.. يؤكد الدكتور مصطفى محمود استشاري الأطفال والباطنة، ورئيس قطاع شرق الجمعيات الطبية الإسلامية أن التهاب الغدد النكفية هو مرض بسيط وقديم؛ حيث ينشط الفيروس هذا الوقت من العام كل سنة.

 

وبين أن الفيروس هو فيروس ضعيف غير متحور أي لا تظهر منه سلالات جديدة، يصيب الغدد اللعابية والموجودة تحت الفكين، وتحت الإذنين فيسبب آلامًا مفرطة، وفي بعض الحالات النادرة تحدث له مضاعفات خطيرة ولكنها نادرة الحدوث؛ حيث لا تتعدى نسبة المصابين بالمضاعفات 1%.

 

وأوضح أن فترة حضانة المرض تتراوح بين أسبوع لأسبوعين وهي الفترة بين الإصابة بالمرض لحين ظهور أعراضه، ويكون المريض خلال هذه الفترة حاملاً للفيروس وقادرًا على نقلها للآخرين، وهو ما يؤدي إلى انتشار الإصابة؛ حيث ينقل المريض عدواه قبل ظهور الأعراض.

 

وبين أن تلك الأعراض تتمثل في ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وضعف عام بالجسم، وفقدان للشهية، وتورم في أحد الفكين أو كلاهما، والتهاب شديد بالحلق، وقد تظهر تلك الأعراض كلها أو بعضها.

 

وأشار إلى أن الخطورة تكمن في درجة الحرارة العالية، والتي قد تؤدي إذا لم يتم التعامل معها جيدًا إلى مضاعفات خطيرة خصوصًا لو أصابت الأولاد الذكور فوق 14 من العمر؛ حيث تسبب مشاكل في الخصية؛ ما قد يسفر عن العقم بعد ذلك.

 

وأضاف أنه في حالات نادرة جدًّا تحدث الإصابة بالحمى الدماغية، والتي قد تؤدي للوفاة أو الصمم في بعض الحالات، وأوضح أن الفيروس قد يسبب التهاب بالبنكرياس.

 

احترس من الرزاز

 

وأوضح أن طريق انتقال العدوى الوحيد يتمثل بالرزاز والنفس؛ وذلك يحدث عن طريق استخدام أدوات المريض الشخصية، والتي تكون غالبًا محملة بالفيروس، ونفى أن ينتقل المرض عن طريق الدم في حين أن الفيروسات التي تنتقل عن طريق الدم تكون أكثر خطورة.

 

ونصح بإتباع الأساليب الصحية في المعيشة، والتي تتمثل في استخدام كل واحد لأدواته الشخصية مثل الكوب الملعقة، الفوط، الصابون، المشط، وغيرها من الأدوات التي يستخدمها الفرد استخدام يومي، فلا يجوز أن يكون استعمالها مشتركًا بينه وبين الآخرين.

 

وحذَّر من استخدام أكواب المياه الموجودة في الكولديرات في الشوارع؛ حيث تكون سببًا لانتشار المرض نتيجة تلوثها أحيانًا، لو شرب منها مريض.

 

وأوضح أن هناك تطعيمًا ضد المرض يأخذه الأطفال ضمن حملة التطعيمات في عمر سنة ونصف وهو (NMR )، أي أن الأطفال حتى سن خمس سنوات محصنين ضد الإصابة بالمرض، وقال إن التطعيم من الممكن أن يعطى للجميع ما عدا السيدات الحوامل.

 

وشدد على عزل المصاب بعيدًا عن الآخرين حتى لا يكون سببًا في نقل العدوى، ونصح بعدم تناول المصاب للأسبرين كمسكن، أو تناوله للزبادي والبرتقال البلدي حتى لا يهيج الغدد اللعابية فتفرز لعاب بكثرة فتسبب ألمًا كبيرًا للمصاب.

 

السوائل مفيدة

ونصح بالإكثار من تناول السوائل والعصائر الطبيعية، والتي تعوض ما يفقده المريض من سوائل جسمه نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، وحذَّر من استخدام المواد الغذائية التي تحتوى على مواد حافظة؛ لأنها تزيد الوضع صعوبة.

 

وأشار إلى أن العلاج يكون بتقليل أثر الأعراض الجانبية عن طريق إعطاء مسكنات وخافض للحرارة، ومضاد حيوي لو حدث التهاب بالحلق، ولكن المرض يزول وحده دون علاج عقب انتهاء دورته في جسم المريض.

 

الضرر النفسي كبير

وقالت الدكتورة ليلي رجب مهدي مستشار نفسي وتربوي، ومدير مركز أوراك للتدريب والاستشارات: إن عزل الطفل عن أقرانه قد يسبب أضرارًا بالغة في نفس الطفل.
غير أن الأم لو استطاعت توصيل رسالة واضحة للطفل مفادها "أنك مريض وتتألم وعشان أننا بنحب الناس كلها اللي زعلانين إنك تعبان لازم نحافظ عليهم عشان ممكن تعديهم ويتعبوا هما كمان؛ ولذا لازم نبقى أنا وأنت لوحدنا لفترة".

 

لست وحدك

وأوضحت أنه على الأم أن تعد لطفلها برنامجًا ترفيهيًّا من قصص وحكايات، ومسرح عرائس، وألعاب غير متعبة بسيطة، تلوين، تركيب وغيرها من الأشياء التي تهون على الطفل المعزول ولا تشعره بوحدته طوال هذه الفترة.

 

وبينت أن تلك الفترة قد تعد فترة ذهبية من الممكن أن تستثمرها الأم لعمل علاقة حميمة من الود بينها وبين طفلها عن طريق قضاء وقت كبير من الترفيه والمتعة بينها وبينه.