مشكلتي أنني أريد العفة في زمن الشهوات، وبعد ما وجدت ذات الدين التي تصلح لي وقفت أمامي عقبات كثيرة؛ منها- وأهمها- أنني على أول الطريق بلا وظيفة ثابتة أو رصيد يؤهلني للفوز بها إذا تقدمت لأهلها؛ علمًا بأن عمرها تقريبًا في نفس عمري، وأخاف أن يتقدم لها أحد غيري؛ لأنني أحبها منذ سنوات ولكنني لا أستطيع إلى الآن التعبير لها عن حبي، هذا مع العلم أنها قريبتي. أفيدوني زادكم الله من علمه ونفع بكم.

 

* تجيب عليه- الداعية سمية رمضان أحمد:

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله إليك؛ الذي لا إله إلا هو، وأستغفره وأتوب إليه سبحانه..

 

أعزك الرحمن، وأحلك بحلة العفاف، والحمد لله أن شرفنا بنعمة الإسلام، وأكرمنا بالنبي المختار عليه الصلاة والسلام، فقد أنار الله لنا الطريق بالقرآن الكريم والسنة النبوية المهداة، ومن حكمته صلى الله عليه وسلم أن أدخل الأمان والطمأنينة على أمثالك؛ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ" (صحيح الترمذي وحسنه الألباني في).

 

أتسمع بني؟! حق على الله أن يساعدك ما دمت ابتغيت رضاه وأردت طريق العفة، فإن ذهبت لخطبتها كان سبحانه معك يعينك بما تقول وييسر لك أمر القبول، فهذا حقك عند خالقك، وهو أمر عظيم، إن تم استيعابه من قبلك، واليقين بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

اذهب بني لولي أمرها، وتكلم معه في شأنها، واذكر له بصراحة تامة المعوقات التي تقابلك، وضع له برنامجًا واضح المعالم في خطوات إتمام الزواج، فاليوم دبلة، وبعد فترة معينة شبكة قدر إمكانياتي وحدودي، وقبل أن تقابله ما دامت قريبتك؛ فليت بعض النساء المحترمات العاقلات من قريباتك تمهد لك الطريق لديهم، وليتك أيضًا لا تطالبه بأي شيء علي الإطلاق بل دومًا تتحدث عن قدراتك أنت وإمكانياتك أنت، وتأكد أنه ما خطا أحد خطوة فيما تريد الإقدام عليه بنية سليمة إلا أعانه الله على كل الخطوات، وما فكر شاب في العفاف وبدأ خطوات الحلال إلا ويسر الله له الزواج، بل يزيده من فضله.

 

توكل على الله، واستعن به، وستكون من المقبولين، وسترسل لي رسالتك التالية من بيتك ومعك عروسك، لا تتساءل كيف؟ فهو حق على الملك الغني، وهذه نصيحتي لكل شاب، وما دمت معك مؤهلك سواء دراسي أو حرفة تحترفها، وتنوي العفاف ومعك الكفاف؛ فلا تتردد في الزواج.

 

تمنياتي لكل شبابنا وبناتنا بالتوفيق وفرحة القلب والهدوء النفسي والسكينة مع شريك العمر.