يا أهلَنا يا قومَنــــــا       لا تُسرِفُوا في ظُلمِنـــا

فَلَكَمْ يَعِزُّ على النُّفــوسِ        الظُّلمُ مِن أحبابِنـــــا

ولرُبَّمَا الإعلامُ جــاوَزَ        حَدَّه في ذمِّنـــــــــا

ولَرُبَّمَا الأحداثُ تَمضِي        بعضَ حينٍ ضِدَّنـــــا

ولَرُبَّمَا غابت حقائـــقُ        بعضُها ما أُعْلِنـــــــا

فلَرُبَّمَا ما كان فينـــــا       مَن يبيعُ قنالَنــــــــا

ولَرُبَّمَا ما كان مِنــــا        بائعٌ لضميرِنـــــــا

ولَرُبَّمَا لم يرصُـــــد        الشرفاءُ فينا خائنــــا

ولَرُبَّمَا لم يُكتَــــــب        الدُّستورُ خِصِّيصًا لنـــا

وسلُوا رجالاً أو نســاءً        شارَكوا مِن غيرِنــــا

ولَرُبَّمَا وقتَ انتِخـــابٍ       لم نُوزِّعْ زيْتَنــــــــا

إلا طُوَالَ العـــــامِ إِذ       يحتاجه فقراؤُنـــــــا

والخارجُ المِصريُّ فــي        التصويتِ دعَّمَ رأيَنـــا

ولَرُبَّمَا لَمْ نُعْطِــــــه        مِن سُكَّرٍ أو زيتَنـــــا

ولَرُبَّمَا الإرهابُ قَطْعـاً       ليس من مِنهاجنــــــا

ولَرُبَّمَا في حُكْمِ مُرشدِنا        التَّوَهُّمُ قد بَنَــــــــى

ولَرُبَّمَا الكَذِبُ الصُّـراحُ        قد اعتلى شاشاتِنـــــا

*

بل رُبَّمَا شَهِدَ القنــــالُ        لنا بصدقِ جهادِنـــــا

بل رُبَّمَا من أجل مصـر       كم ارتقى شهداؤُنـــــا

ولَرُبَّمَا عَبَرَتْ بسَيْنــاءَ       الكتائبُ قبلَنـــــــــا

بل رُبَّمَا وقفَ العَــــدُو       بكُلِّ مِرصادٍ لنــــــا

ولرُبَّمَا قَبِلَ التعـــاونَ        راضياً مع غيرِنــــــا

بل رُبَّمَا بعضُ الكــرامِ       تذكَّروا  تاريخَنــــــا

بل رُبَّمَا المخلوعُ قـــد       أرضي اليهودَ بِحَبسنــا

بل رُبَّمَا لم يَحْظُـــــر        المخلوعُ جمعاً غيرنــا

بل رُبَّمَا مِن أجلِ قَــوْلِ       الحقِّ كان سجينُنـــــا

أورُبَّمَا مِن أجلِ عِــزَّةِ        مصرَ كان شهيدُنـــــا

ولرُبَّمَا  كُنّا الرَّصاصَـةَ        في صُدورِ عَدُوِّنـــــا

ولرُبَّمَا كُنّا الطليعــــةَ       في الوفاءِ لشعبنــــــا

*

يا قومَنا لا تُنصِتــــوا        للزُّورِ في إعلامِنـــــا

فَلَرُبَّمَا سَتَروا القبيــــحَ       إذا بدا مِن غَيرِنــــــا

وتصيَّدوا منا الهِنــاتِ        إذا تبدَّت عندنـــــــا

وتجاهَلوا كلَّ الحقائــقِ       إنْ بَدَتْ في صفِّنـــــا

وتعمَّدوا التركيزَ فـــي       خبرٍ يُؤَوَلُ ضدَّنــــــا

ولرُبَّمَا دأَبُوا علـــــى       التجريحِ في أعراضِنــا

وضيوفُهم ما عندهـــم       أحدٌ يُهاجمُ غيرُنــــــا

والضَّيْفُ يأتي ساخطـا       أو ناقِما أو طاعِنـــــا

وتَري الحِيادَ مُغَيَّبــــاً       وتري التحامُلَ دَيْدَنـــا

قلْبُ الحقائِقِ عندهــــم       فنٌّ يُرَى مُستحسنـــــا

وجحودُ كلِّ فضيلــــةٍ       صبغَ النفوسَ ولوَّنـــا

خَبَرٌ كَذُوبٌ عِندَهــــم       يَبْقَى لديهم مَلْبَنـــــــا

أمّا الحقيقةُ إنْ لنــــــا       تَلقى لديهم مَدفَنــــــا

فنُّ الضلال لديْهمــــو       مَنْ فاقَ فيه وأمْعَنــــا

وترى لأموالِ الفلــولِ       وِصايةً وتَمَكُّنـــــــا

هل منكمو من صـــدَّق        التدليسَ في إعلامنـــا

أفذاك من مالِ أَتَـــــي       طَمَسَ الضميرَ وهيمنـا

أم ذاك من حقدٍ علـــى       عهد أَتَى مُتَدَيِّنـــــــا

أم ذاك من وعدٍ لهـــم       إن أسقطوا مشروعَنــــا

أم ذاك من جَهلٍ لهـــم       بالخيرِ في أهدافِنــــــا    

*

ولَرُبَّمَا قد كان أولـــى        بالملامةِ  غيرُنــــــا

مَنْ شَجَّعُوا عُنفاً يُعَرْبِــدُ       عند قَصْرِ رئيسِنـــــا

مَنْ عَكَّروا الأجواءَ بعـدَ       الطُّهْرِ في ميدانِنـــــا

مَنْ بارَكوا في الشَّـــامِ       طُغياناً يُقَتِّلُ جَـــــارَنا

مَنْ قالوا لا نُصغِــــي       لرأيِ الشعبِ يكفي رأيُنا

نحنُ الأكابرُ نُخبـــــةً       هل قد جَهِلتُم قَدْرَنــــا

ولسوفَ نُنقِذُكــــم إذا       تَمشُونَ في أفلاكِنـــــا

مَنْ يَفزعونَ لذكـــــرِ       صُندوقِ انتخابٍ إن دَنـا

فَلِمَ انتخابــــــاتٌ ألا       يكفي التوافقُ بيننــــا

ونري التوافقَ أن تُحقِّقَ        دائمًا رغباتُنــــــــا

مَنْ مَوِّلوا الأُجَراءَ كــيْ        يَسْعَوْا بِبَغيٍ بيننـــــا

واستأجروا الأحـــداثَ        قالت هل نُجَرِّبُ حظَّنــا

ونصيرُ ثُواراً بأجـــرٍ       غيره لم يَكفِنــــــــا

إنّا نري  المولوتـــوف       والخرطوش أمراً هَيِّنـا

ونهايةُ الليلِ اعتصــامٌ       أو رصيفٌ ضمَّنــــــا

أسفي علي الثـــوَّارِ في    التحريرِ أوَّلَ أمرِنـــــا

هل أدركَ الجاني علــى       نَشْءٍ صغيرٍ كم جَنَـــى

كم موَّلوهم بالـــــذي       سَرَقوه مِن أموالِنـــــا

ولرُبَّما عَمدوا إلــــى        استفزازِ حِلمِ رئيسنـــا

هجموا علي قصرِ الرئـا       سةِ بالسفاهةِ والخَنـــا

سلمية ..  فيها الحجـارة        والرصاص مُطَنطـــا

والعنفُ صار مُبــرَّرا       لا لم يَعُدْ مُستهجَنـــــا

والبعضُ يَهدمُ في البلادِ       مُقامِرا ومُراهنــــــا

حتي إذا جرتِ الدمــاءُ        أَتَوْا جميعا ضدَّنــــــا

ليُوَلوِلوا ويُشَنِّعـــــوا       ويُتاجروا بدمائنـــــا

ما همَّهم تلك الدمــــاءُ       وهمَّهم توريطُنــــــا

ذاك المسلسل لم يَعُـــدْ       يَخْفَي علي نُبَهائنـــــا

*

قد أغمَضوا عن كــــلِّ        إنجازٍ لمُرسي الأعينــا

مدنيةً جعل الرئاســــةَ       بعد طولِ عذابِنــــــا

قد وفَّرَ الجيشَ العظيــم       لأمن مصر ضامِنــــا

يكفيه أنْ ما عادَ كَنـــزاً       لليهود مُثَمَّنـــــــــا

يكفيه أنَّ زوالَـــــــه       للمفسدين هو المُنــــى

كانوا يودُّون الـــــذي       يُبقي الفسادَ  مُهادِنــــا

*

يا قومَنا  لا تُسرفــــوا       في سوءِ ظنٍّ نحوَنــــا

ودَعُوا لإحسانِ المظنّةِ            بعضَ قَدْرٍ بينَنـــــــا

يا قومَنا لا تحكُمُــــوا        إلا الصَوابَ تَيَقُّنَـــــا

مهما فعلتم إنّكـــــــم       أنتم جميعاً أهلُنـــــــا

قبل الظنونِ تبيّنـــــوا       إذ ذاك في قرآنِنَــــــا

هذي مبادؤنا تـــــري       الإسلامَ نوراً بَيِّنــــــا

الله غايتُنـــــــا وفي       هديُ الكتابِ طريقُنـــا

ونرى النبيَّ زَعيمَنــا       وخُطى النبيِّ دليلُنـــا

ولرُبَّما كنّا نريــــــدُ       الخيرَ في أوطانِنـــــا

ولرُبَّما كنا نَـــــــوَدُّ        مع الجميعِ تعاوُنـــــا

ولربَّما نَسعى إلـــــى       تطبيقِ شرعةِ ربِّنـــــا

وسطيةٍ فيها الهــــدى       فيها السعادةُ والهنــــا

والله نسألُه النجـــــاةَ       وأن يُجَمِّعَ شملَنــــــا

--------------

*[email protected]