علي الجارم (1881 - 1949) من رواد الحركة الأدبية في القرن العشرين ، وقد خدم اللغة والأدب والتاريخ والتربية كما لم يخدمها أحد مثله . وقد جمع إلى الثقافة التراثية الثقافة الغربية ، وكان يحمل عاطفة إسلامية عربية مصرية جياشة ؛ عبر عنها في شعره الذي سجل المناسبات القومية المختلفة إلى جانب موضوعات أخرى , وكان الصورة المقابلة لجورجي زيدان حين كتب الجارم مجموعة من الروايات التاريخية بتصور إسلامي خالص ، ووعي بحقائق التا ريخ وبطولاته وهزائمه ، فقدم روايات: 

"الذين قتلهم شعرهم"، "فارس بني حمدان"، "الشاعر الطموح" عن حياة الشاعر أبي الطيب المتنبي، "خاتمة المطاف"، و"الفارس الملثم"، و"السهم المسموم"،    "مرح الوليد" وهو سيرة الوليد بن يزيد الأموي، "سيدة القصور" أخر أيام الفاطميين في مصر، "غادة رشيد" وتتناول كفاح الشعب المصري ضد الاحتلال الفرنسي 1798 – 1801، "هاتف من الأندلس"، و"شاعر ملك" عن المعتمد بن عباد، "   ابن زيدون"، "نهاية المتنبي" .

لقد قرأ الطلاب المصريون على مدى عقود طويلة  في المرحلتين الإعدادية والثانوية روايات على الجارم وعرفوا منها التاريخ الحقيقي لأمتهم وحضارتها ، وليت وزارة التعليم تعيدها في المقررات الدراسية مرة أخرى .

وتعد مؤلفات الجارم للمقررات الدراسية بالاشتراك مع غيره أومنفردا من أفضل ما عرف طلابنا على مدى زمن طويل . لقد ألف النحو الواضح في أجزاء والبلاغة الواضحة و المجمل من الأدب العربي، والمفصل، بالإضافة إلى كتب مدرسية أخرى في التربية. كما نشر عدد من المقالات في مجلة المجمع مثل الجملة الفعلية أساس التعبير في اللغة العربية، المصادر التي لا أفعال لها، مصطلحات الشئون العامة.

وقام بترجمة كتاب المستشرق البريطاني استانلي لين بول "قصة العرب في أسبانيا".

لقد كانت وظائفه في التربية والتعليم من أهم عوامل نجاح التعليم قبل عام 1952 فقد شغل منصب كبير مفتشي اللغة العربية وكان وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924, واختير عضواً في مجمع اللغة العربية, وشارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.

 رحم الله علي الجارم ، وقيض له من يقدمه للأجيال الجديدة لتعرف قدره ومكانته .