صدر كتاب "أضواء على الرواية الإسلامية المعاصرة" للكاتب والناقد الكبير الدكتور حلمي القاعود، يتناول فيه مجموعةً من الروايات لعدد من الكتَّاب العرب، منهم: عماد الدين خليل، وعلي أبو المكارم، وعبد الله صالح العريني، ومؤمنة أبو صالح، وحمزة محمد بوقري.

 

الكتاب جاء حلقةً في سلسلة من الروافد الصادرة عن وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت.

 

يشير الناشر في تصديره للكتاب إلى أن أمر رعاية الأدب صار في حكم القضايا التي لا يتمُّ الواجب إلا بها؛ استنادًا إلى أن ما يتشرَّبه المرء من معتقدات ومفاهيم وتصورات، وما يقدم عليه من مواقف وجودية وحياتية ونفسية؛ إنما هو انعكاسٌ لما يستفيده من الفنون والآداب، وبالتالي فإن تصحيح تلك المعتقدات والمفاهيم والتصورات مشروط بتصحيح وضع الأدب وصورته وموضوعاته، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، كما هو مقرر عند علماء الأمة.

 

واستمرارًا لمنهجية التوعية بأهمية الأدب ودوره، فإن إدارة الثقافة الإسلامية تقدم اليوم على نشر كتاب "أضواء على الرواية الإسلامية" للدكتور حلمي محمد القاعود، وتجعله مناسبةً لإبراز البعد القيمي الذي يحمله فن الرواية، فهو ملتقى لتجاذب الآراء والمواقف، ومجال خصب للتدافع بين قيم الخير والشر، وهو تجسيدٌ حيٌّ لما يؤمن به الإنسان في واقعه النفسي والأُسري والاجتماعي.

 

ويضيف الناشر: ولعلَّ هذا ما يفسِّر إقبال الناس من مختلف الحضارات والثقافات واللغات على الاهتمام بفنِّ الرواية، والإدمان على قراءتها، وهو ما يفسِّر كثرة مبيعات الأعمال الروائية مقارنةً بالأعمال العلمية والفكرية.

 

ولا تقتصر أهمية كتاب "أضواء على الرواية الإسلامية المعاصرة" للدكتور حلمي محمد القاعود على أنه يلقي الأضواء على هذه الأهمية، بل إنه يمتدُّ ببصره النقدي والتحليلي إلى الكشف عن خصوصيات الرواية الإسلامية المعاصرة؛ وذلك من خلال تحليل نماذج روائية لمبدعين اختاروا الكتابة وفق الرؤية الإسلامية المتوازنة.

 

وتابع الناشر القول: إن الدكتور حلمي محمد القاعود خبير بتاريخية الرواية الإسلامية وفنيتها، وهو أهل لأن يرسم خريطتها وتضاريسها وبيئاتها الزمنية والمكانية، وله أعمال نقدية سابقة تبرز متابعته الدقيقة لما يصدر من أعمال روائية بالمشرق والمغرب على حد سواء.

 

فالكتاب إسهام في نقد الرواية الإسلامية، ويحقِّق توازنًا في الساحة النقدية؛ حيث يطغى الاهتمام بالشعر الإسلامي دراسةً وتحليلاً، وقلما يتمُّ الالتفات إلى فنِّ الرواية؛ نظرًا لما تحتاجه هذه الصنعة من إتقان للمناهج النقدية المعاصرة.