لن يترك الإخوان إذا حكمونا- لا قدر الله- معارضًا سياسيًّا يمشي أو حتى يزحف أمامنا على وجه أو ظهر أو بطن أو جنب الأرض..

 

وفكّكم من أسطوانة احترام الرأي والرأي الآخر؛ لأننا إلى يومنا هذا لم نستدل ولم تستدل الشرطة أو المجلس العسكري على ماهية وكنه وصفة ووضع هذا (الآخر)، وإلى أن تعرف قوى الشعب الثائرة من هو هذا الآخر؛ فلا بد ولا ريب ولا مناص من سحق هذا الآخر إذا حكم الإخوان أعداء الديمقراطية معتادو الصفقات.. إلخ.. هذه المانشتات التي أصبحت أشهر من هرم خوفو بل أشهر من خوفو ذات نفسه.

 

لن تنفع تصريحات الإخوان حتى لو حلفوا على الماء فتجمد، أو أقسموا على المخلوع فقام يمشي على رجليه أمام القاضي دون نقالة ودون مساعدة عُشرميت ألف شرطي وعسكري.

 

ولن ينفع تاريخ الإخوان ناصع البياض مثلما سلَّم مرشدهم الحالي نقابة الأطباء البيطريين لخصومه حين نجحوا في الانتخابات النزيهة التي أجراها الدكتور محمد بديع وخسر الإخوان.

 

ولن ينفع واقع الإخوان الذي يعرفه القاصي والداني، ويعيشه الشعب المصري كل لحظة مع الإخوان في الأحياء والقرى والنجوع.

 

فالإخوان يبطنون غير ما يظهرون، ويتمسكنون حتى يتمكنوا.

 

لم يمل الفرقاء السياسيون من ترتيل تلك المقولات منذ نشأة الإخوان عام 28 إلى يومنا هذا بعد ثورة 25 يناير عام 2011م.

 

وبينما ينشغل الإخوان بالعمل وسط جماهير الشعب، راح الآخرون يعيدون إنتاج مقولات المخلوع ووريثه ونظيفه وسليمانه وجميع مهاطيله، أدام الله سبحانه ذلهم وإذلالهم بما اقترفته أيديهم، من فساد وإفساد، وخراب وتخريب، وقتل وتقتيل، وخصخصة وتخصيص.. وكما يقول المثل البلدي: هافتكرك إيه يا مخلوع وانت نايم ف القفص بخنوع.

 

فسمعنا عن الغنائم والصفقات والغباء السياسي والانتهازية ولم يشاركوا يوم 25 الساعة اتناشر إلا خمس دقائق وسبعين ثانية حسب التوقيت الثوري لأبي لمعة التحريري الذي تنبَّأ بالفعل الثوري وراهن عليه قبل يوم 25 يناير بثلاثين سنة كاملة؛ أي قبل أن يولد سعادته بعشر سنوات أيضًا كاملة، بينما الإخوان لم يعرفوا الثورة في تاريخهم الطويل العريض المربع المستطيل، واكتفوا بمعارضة الطواغيت والحكام الظلمة الفاسدين، كما اكتفوا بالمظاهرات التي رفضت التزوير والتوريث وإهانة القضاة وإضاعة كرامة الأمة في مداهنة وموالاة اليهود والأمريكان.

 

كما اكتفى الإخوان بدفع ضريبة مواجهة المخلوع من سجن ومطاردة ومداهمة ومصادرة أموال ولكنهم لم يعرفوا الثورة أبدًا.. إزاي متفلقشي دماغي ودماغ أهلي! هكذا يقولون ويؤكدون، ولله في خلقه شئون!.

 

المهم أن الثابت والراسخ والمؤكد والمستقر والمستتب والواضح والظاهر والبائن والمعروف والمشهور والمعلوم أن الإخوان لم يشاركوا في الثورة من بدايتها، وأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية وحق الآخر السياسي في الحياة الحرة المستقلة والموت الزؤام أو الاستقلال التمام.

 

ما سبق وما سيلحق وما سيستمر- إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولاً- ليس هزلاً أو مبالغة استظرافية، ولكنه واقع قلة نصّبت نفسها زورًا وبهتانًا نخبةً على الشعب المصري، ثم وصفته بالجهل والأمية.

 

لقد استطاع الشعب أن يستأصل بعملية ثورية فائقة الدقة مخلوعًا ووريثه، وسجَّل الشعب براءة هذا الاختراع الثوري باسمه، وقد فشلت حتى الآن جميع محاولات إجراء هذه العملية مرةً أخرى حتى في أعتى الديمقراطيات العالمية.

 

فلم تنفع أنتريهات الأسبان ومبيتهم في شوارع مدريد في تقليد ميدان التحرير وعبقريته.
ولم تصل ربع مليونيات الصهاينة العنصريين في تل أبيب إلى سر عظمة المصريين البسطاء؛ لأن هناك فرق توقيت حضاريًّا وإنسانيًّا وأشياء أخرى كثيرة لا تحيط بها الكلمات.

 

وأيضًا لم يرتقِ الإنجليز إلى ماوصل إليه المصريون رغم تقليدهم اللجان الشعبية المصرية!.

 

ولكن... وللأسى والأسف لم ينجح المصريون بعد في حماية آذانهم من الأفاقين والمزايدين، ناهيك عن الكذابين والمنافقين وولاد ستين في سبعين.

 

لقد استلم هؤلاء راية البهتان من المدعو مبارك وعمر سليمان، وما زالوا وما فتئوا وما برحوا وما انفكوا يخوّفون الناس من الإخوان وتهديدهم الديمقراطية حال وصولهم للسلطة.

 

وكأن الشعب الجبار الذي استأصل أكبر كنز إستراتيجي في المنطقة شعب أهبل أبله "بريالة" لا يعرف الصالح من الطالح، ولا يعرف جمال عبد الناصر من جمال الغندور من جمال مبارك من جمال سلامة..

 

أما مفاجأة الثورة ورمضان والعيدين والعام الدراسي فقد قدمها لنا المدعو عزازي علي عزازي محافظ الشرقية؛ فعزازي المذكور هو المحافظ الوحيد الذي وقع عليه اختيار عصام شرف والمجلس العسكري؛ ليكون الصحفي الوحيد الذي يتولَّى هذا المنصب، رغم محدودية قدراته الصحفية السابقة ووجود أسماء أكبر منه بكثير كما يعرف سيادته، دون أدنى زعل.

 

وبدلاً من أن يُظهر عزازي المحافظ وجه الثورة المشرق، ويبرهن على أهلية المدنيين لتولي هذه المناصب كما يطالب الجميع، ويثبت ديمقراطية فكره في مواجهة فكر الإخوان الظلاميين؛ إذا به يصفعنا بتصرف غبي يذكِّرنا بتصرفات أمن الدولة الغابر الفاجر، ويقوم بتمزيق لوحات الإخوان وحزبهم، رغم التزامهم بالقانون ودفع الرسوم المطلوبة.

 

لو صرَّح أحد الإخوان بكلمة تقوم الدنيا ولا تقعد، ولكن يفعل غيرهم الموبقات السياسية ولا يستحيي أو يختشي أو يجد من يقول له: عيب!.

 

ولكننا نقول للسيد عزازي: أفعالك ستحولك إلى خيباوي، هكذا يقول التاريخ والعربي والإنجليزي.

 

أما الإخوان فإن جماهيريتهم لن تؤثر فيها تمزيق لوحاتهم؛ فهم من الشعب، والشعب يعرفهم.

 

أما إذا كنت لا تجد ما تفعله كمحافظ، ولا تجد من يهتم بك كما كان الناس لا يعرفون مقالاتك الصحفية، فرجاء حار لمصلحتك الشخصية ابعد عن الإخوان وإلا فاسأل مؤلف مسلسل الجماعة وحبيب العادلي وحسن عبد الرحمن وغيرهم الكثير..