وانتهى فصل الصيف.. وبدأ فصل الانتخابات؛ حيث أصبح مولد سيدي الصندوق عالأبواب، والجميع انتقل من مرحلة شراء هدوم العيد للعيال وأمهم إلى مرحلة شراء الأصوات طمعًا في العيدية من الناخبين.

 

المشاعر متفاوتة: البعض قلق، والبعض متفائل، والأغلبية مش فاهم.. عالعموم مطرح ما ترسي هندقلها، وربك ستار حليم، ولا شك أن الانتخابات هذه المرة ستكون بطعم مختلف.

 

فهذه أول انتخابات في العهد الحديث، بعد أن كانت المنافسة محسومة في العقد الأخير هكذا: المجلس للوطني، والدوري للأهلي.

 

والجميع على أهبة الاستعداد للذهاب لصناديق الانتخابات، وسيحل الحبر الفوسفوري محل الحنة الأسواني، وستعود صفحات الحبر الفوسفوري للانتعاش في سوق الفيس بوك، فقد شعر الشعب المصري لأول مرة بشعور لم يتعود عليه طوال حياته بأنه أصبح إنسانًا بعد أن كان مقيد اليدين خارج البيت من أمن الدولة، وداخل البيت من دولة الأمن الممثلة في الزوجة الكريمة، فالجميع من الآن يستعد للذهاب مبكرًا لصناديق الانتخابات لكي يلحق الإدلاء بصوته قبل إغلاق الباب، ويضيع عليه كتابة اسمه في سجلات مصر الحرة.

 

الانتخابات لعبة يجيدها الكثير من اللاعبين والذين تعودوا دائمًا على شغل الانتخابات، وإن كانت المقاييس مختلفة، فالحزب الوطني أصبح هو الجربان الذي يفرُّ منه الجميع، فالعجب أن هؤلاء المفلولين يتعاملون معنا بمنتهى البجاحة؛ فقام كل واحد بتغيير تسريحة شعره وشراء جلابيتين من فرايداي ماركت، ويضرب لنفسه صورتين فوتوشوب في التحرير، وكان- للحق والتاريخ- يقاوم الجمال والحمير، وهو الوحيد الذي واجه جمال وعز والشريف، ولم يتوان أو يتقاعس عن محاولاته المستميته لإصلاح النظام من داخله، ولكنه- يا عين أمه- لم يسعفه الوقت!.

 

وهلم جرًّا على أساس أن الشعب المصري لسه هو الشعب المصري بتاع نشرة الساعة تسعة، وحديث الروح، وعالم البحار بتاع د. جوهر الله يرحمه، وأن الشعب لسه ما يعرفش حاجة عن الفيس بوك اللي جايب عن المفلولين كل حاجة من أول ما اتولد لغاية ما خرج من تواليت الوطني.

 

العيب ليس على هؤلاء المفلولين، ولكن العيب كل العيب على القناطر التي أدخلتهم على قوائمها أمام الجميع، بالرغم من اعتراضات أصحاب القناطر على دخول هذه الفلول بفلوسهم وتبرعاتهم قبل دخولهم بأسمائهم، ولما تيجي تسأل كبير القنطرة يتنطط ويتشقلب ويقول لك: "لع وألف لع، احنا فلترنا القوايم كلها وعشان زيادة تأكيد جبنا فلتر سبع شمعات وأستك وفلترنا كل القوايم، بالإضافة إلى الاستعانة بخالتي أم سعيد، وجابت المنخل بتاعها وقعدت على باب القنطرة وفلترت كل القوايم، لكن احنا بشر ولو فلت أي مفلول يبقى العيب مش فينا العيب في ماسورة المجاري اللي جاي منها القوايم.