سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ


(1) أفضل الكلام بعد القرآن

قال البخاري: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الكَلاَمِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ».


وقد أخرجه مسلم عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ بلفظ: « أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ:... لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ». وأخرجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بلفظ: «لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ».


(2) الباقيات الصالحات المنجيات

أخرج النسائي والحاكم وصححه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذُوا جُنَّتَكُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ قَوْلُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ (عند الحاكم: مُنْجِيَاتٍ وَمُقَدَّمَاتٍ)، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ».


(3) غراس الجنة التي أوصى بها الخليل عليه السلام

أخرج الترمذي وحسنه عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ».

(4) تجزئ من لم يحفظ القرآن ويستجاب بها الدعاء

أخرج أبو داود وأحمد وصححه ابن حبان والحاكم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي مِنْهُ. 

قَالَ: «قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ».

 قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَا لِي؟ 

قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي». 

فَلَمَّا قَامَ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ مَلَأَ يَدَهُ مِنَ الْخَيْرِ». 
وفي رواية عند ابن الجارود في المنتقى: قَالَ الرَّجُلُ: أَرْبَعٌ لِرَبِّي، وَأَرْبَعٌ لِي.

(5) يجيب الله عبده على كل كلمة منها ويستجيب دعاءه

أخرج البيهقي في الشعب والضياء في المختارة بسند حسن عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي خَيْرًا. 


فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَقَالَ: «قُلْ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ». قَالَ: فَعَقَدَ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى يَدِهِ، وَمَضَى فَتَفَكَّرَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَفَكَّرَ الْبَائِسُ». 


فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، هَذَا لِلَّهِ، فَمَا لِي؟ 
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَعْرَابِيُّ إِذَا قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ، وَإِذَا قُلْتَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ، وَإِذَا قُلْتَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ، وَإِذَا قُلْتَ: اللهُ أَكْبَرُ قَالَ اللهُ: صَدَقْتَ، وَإِذَا قُلْتَ: اللهُمَّ اعْفِرْ لِي قَالَ اللهُ: فَعَلْتُ، وَإِذَا قُلْتَ: اللهُمَّ ارْحَمْنِي قَالَ اللهُ: فَعَلْتُ، وَإِذَا قُلْتَ: اللهُمَّ ارْزُقْنِي قَالَ اللهُ: قَدْ فَعَلْتُ». 


قَالَ: فَعَقَدَ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى سَبْعٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ وَلَّى.


(6) هي الكلم الطيب والعمل الصالح وتستغفر الملائكة لقائلهن 

أخرج الحاكم والبيهقي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «إِذَا حَدَّثْنَاكُمْ بِحَدِيثٍ أَتَيْنَاكُمْ بِتَصْدِيقِ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ. إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَتَبَارَكَ اللَّهُ، قَبَضَ عَلَيْهِنَّ مَلَكٌ، فَضَمَّهُنَّ تَحْتَ جَنَاحِهِ وَصَعِدَ بِهِنَّ، لَا يَمُرُّ بِهِنَّ عَلَى جَمْعٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا اسْتَغْفَرُوا لِقَائِلِهِنَّ حَتَّى يَجِيءَ بِهِنَّ وَجْهَ الرَّحْمَنِ» 


ثُمَّ تَلَا عَبْدُ اللَّهِ ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعْهُ﴾. 


(7) هي سلاح المؤمن عند الفزع

أخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في الشعب عن الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ : «بَيْنَمَا رَجُلٌ رَأَى فِي الْمَنَامِ، أَنَّ مُنَادِيًا يُنَادِي فِي السَّمَاءِ : أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوا سِلاحَ فَزَعِكُمْ. 


فَعَمَدَ النَّاسُ فَأَخَذُوا السِّلاحَ، حَتَّى إنَّ الرَّجُلَ يَجِيءُ وَمَا مَعَهُ إِلَّا عَصًا، فَنَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لَيْسَ هَذَا سِلاحَ فَزَعِكُمْ. 


فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ: مَا سِلاحُ فَزَعِنَا؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ».


(8) هي القرض الحسن

أخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في الشعب عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، عنْ شَيْخٍ لَهُمْ، أَنَّهُ كَانَ إذَا سَمِعَ السَّائِلَ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا؟ قَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، هَذَا الْقَرْضُ الْحَسَنُ».

(9) هي أفضل من عتق عددهن من الرقاب

أخرج البيهقي في الشعب عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ: «أَنَّ رَجُلًا، أَعْتَقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ فِي الرَّحَبَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: «سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرَ»، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا حَبِيبٌ السُّلَمِيُّ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ أَعْتَقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ؟ فَقَالَ الآخَرُ: اللهُمَّ إِنَّ هَذَا أَعْتَقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ، وَإِنِّي أَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَأَيُّهُمْ أَفْضَلُ؟ 

فَنَظَرُوا هُنَيَّةً، فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ».

(10) هي أنفع شيء بعد الموت

أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ فِي النَّوْمِ، قَالَ: فَقُلْتُ فِي الْمَنَامِ: لَا أَرَى أَحَدًا هُوَ أَعْقِلُ مِنَ الْخَلِيلِ, فَقُلْتُ: مَا صَنَعَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ الَّذِي كُنَّا فِيهِ, فَإِنَّهُ لَمْ يَكُ بِشَيْءٍ، لَمْ نَجِدْ شَيْئًا أَفْضَلَ (في الشعب: لَمْ أَجِدْ شَيْئًا فِي الْآخِرَةِ أَنْفَعَ) مِنْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ».


وأخرج البيهقي في الشعب عن إِدْرِيسَ بْنِ أَبِي بَكْرِ، ابْنِ أَخِي جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ الْبَتِّيَّ عُثْمَانَ، فَلَمَّا مَاتَ رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ قُلْتُ: كَيْفَ رَأَيْتَ مَا كُنَّا فِيهِ؟ قَالَ: «بَاطِلٌ كُلُّهُ، لَمْ أَجِدْ خَيْرًا مِنْ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ».


بعد هذه العشر الطيبات، هل قررت لنفسك وردا يوميا منها مائة مرة، مثلما قَالَ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ: «مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، مِائَةَ مَرَّةٍ».


أم تفعل مثل ما كان يفعل خُلَيْدٌ الْعَصْرِيُّ الذي روى ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْه: أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِبَيْتِهِ فَيُقَمُّ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِوِسَادَتَيْنِ، ثُمَّ يَغْلِقُ بَابَهُ، ثُمَّ يَقْعُدُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَيَقُولُ: «مَرْحَبًا بِمَلَائِكَةِ رَبِّي، أَمَا وَاللهِ لَأُشْهِدَنَّكُمُ الْيَوْمَ خَيْرًا، خُذُوا: بِاسْمِ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ» عَامَّةَ يَوْمِهِ، وَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ، أَوْ يَخْرُجَ إِلَى الصَّلَاةِ.