بسم الله الرحمن الرحيم 

ننعى إلى الأمة رمزا من رموز العدل وأيقونة من أيقونات الحرية..

نسمة صيف هبَّت علينا في صيف قائظ، نشأت من رحم ثورة عظيمة نتيجة تضحيات ودماء، طيف لوّح لنا براية الحرية ثم تركنا واختفى عنا في خلوته 6 سنوات.

لم يعرف في حياته معنى الخنوع، وما قبِل أن يخضع لظلم وما قبل أن يظلم أحدًا.. لم يفرط ولم يبدل، تحمّل الكثير ولكنه لم يقبل الدنية.. لم يقصف قلمًا، ولم يصادر صحيفة، ولم يمس حريات الناس ولا كرامتهم.

ارتفع في عهده سقف النقد والمعارضه إلى درجة غير مسبوقة، ولكن ذلك لم يخرجه عن اتزانه النفسي، حتى عندما تناولوه في شخصه وفي عرضه.

الكثيرون أخطأوا في حقه وساعدوا على ظلمه، بينما كانت آخر كلماته - وهو واقف أمام قاض ظالم -: "بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام".. قال ذلك وهو يعاني 6 سنوات من الوحدة والحبس الانفرادي والكثير من اﻷمراض.

لم يحمل ضغينة ﻷحد، ولم يضمر ﻷحد سوءًا، رغم كل هذه القسوة وكل هذه المظالم.

نعزّي أنفسنا وأمتنا ونعزّي أهل الشهيد فخامة الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي وإخوانه في كل بقاع اﻷرض.

ونحمل المسئولية كاملة لنظام فاجر في خصومته.

اللهم اجعل موته لعنة على كل من شارك في ظلمه، وتقبله عندك في الشهداء والصالحين، وعهد علينا في كل سجون مصر ألا نفرط ولا نضيّع ما جاهد من أجله، وأن نجعل دمه وقودًا لثورتنا واستكمالاً لمسيرة زعيمنا.

الحرية لشعبنا ووطننا

(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

17-6-2019

الأحرار في المعتقلات