انتهاكات متصاعدة ترتكبها قوات الانقلاب بحق حرائر مصر القابعات في سجون الانقلاب بعد تلفيق اتهامات ومزاعم لا تمتُّ للحقيقة بأدنى صلة، وذلك على خلفية رفضهن الانقلاب العسكري أو التعبير بسلمية عن رفض الفقر الظلم المتصاعد يومًا بعد الآخر.

ورصدت حركة "نساء ضد الانقلاب" تعرض السجينات السياسيات في "سجن النسا" للعديد من الانتهاكات، أبرزها السجن غير الآدمي، النوم بدون أسرة على أرض خرسانية، الغطاء ببطانية واحدة كثير منهن أُصبن بالأمراض، تعنت إدارة السجن معهن وحرمانهن من العلاج.

وذكرت الحركة - في تقرير لها منذ أيام - أمثلة لتعرض الحرائر في السجون لانتهاكات، من بينهن:

المعتقلة علياء عواد، مصورة صحفية، خاضت تجربة الاعتقال مرتين، وتهمتها عملها بالصحافة، أصيبت بورم في الرحم، وتم استئصاله، عاودها المرض بعد فترة ولم تلق إدارة السجن اهتمامًا فتقدمت علياء بشكوى للقاضي، لكن إدارة السجن رفضت إرسالها المستشفى ولم تكتف بذلك بل قاموا بحبسها انفرادي للتأديب بسبب شكواها

السيدة علا القرضاوي.. جريمتها أنها ابنة الشيخ يوسف القرضاوي، اشتكى محاميها من تدهور حالتها الصحية نتيجة حبسها انفراديا ومنع الزيارات عنها والمبالغة في سوء معاملتها؛ حيث تجبرها إدارة السجن على تنظيف المراحيض وغسل ملابس السجينات مما أدى لتورم يديها ووجهها.

السيدة هدى عبدالمنعم.. الحقوقية وعضو سابق بمنظمة حقوق الإنسان المصرية وتبلغ من العمر 60 عاما وأصيبت بجلطة في قدميها ومنع عنها الدواء والزيارة تماما وقد تم اعتقالها 1 نوفمبر2018 وأخفيت قسريا 21 يومًا.

السيدة عائشة الشاطر.. كل جريمتها أنها ابنة المهندس خيرت الشاطر ومحبوسة انفراديا فى غرفة ضيقة ليس بها دورة مياه ويوجد جردل لقضاء الحاجة وممنوعة من الزيارة ودخلت فى إضراب عن الطعام

الدكتورة بسمة رفعت.. التي تقتل بالبطيء وقد أرسلت رسالة استغاثة للدكتورة منى مينا نقيبة الأطباء لتبحث النقابة قضيتها ولماذا قطعوا عنها المعاش فكان رد الدكتورة منى مينا أنها ليست بمجلس النقابة وأنها الآن متطوعة وعلى أسرة د. بسمة تقديم ملفها إلى لجنة الشكاوى بالنقابة وقد تم تقديم الملف قبل ذلك عدة مرات.

إخفاء قسري واعتداءات

لم تتوقف انتهاكات العسكر بحق الحرائر في المنع من العلاج أو التواجد في سجن غير آدمي، بل تتجسد جريمة أكبر بإخفائهن قسريا للمدد طويلة، أبرزهن:

مي محمد عبدالستار؛ حيث اقتحمت قوات الأمن منزلها واختطفتها وطفلها الرضيع فارس ذوالثلاثة أشهر وزوجها إسلام حسين اختطفوهم لجهة غير معلومة يوم١ نوفمبر-٢٠١٩ وإلى الآن لم يعرف مصيرهم أو حتى مكان احتجازهم.

جميلة صابر حسن: تبلغ من العمر ٢٩ سنة- صاحبة مكتبة، وجميلة حالة خاصة حيث إنها مريضة بالصرع، تم اعتقالها مساء يوم ٢٧ فبراير٢٠١٩ من المحطة أخفيت جميلة ٦ أيام ثم ظهرت في نيابة أمن الدولة.

كما تم الاعتداء الجسدى على "عبير الصفتي"، وتم الاعتداء عليها أثناء تفتيشها بعد ترحيلها من قسم الشرطة إلى سجن النسا بالقناطر ولم يتم التحقيق في الواقعة أو محاسبة المعتدين.

آلاء ياسر فاروق: فتاة عمرها ١٧ سنة في الصف الثالث الثانوي قبض عليها للضغط على والدها، فسلم نفسه واتعرضت هي ووالدها في محاكمة واحدة ووجهت لها تهمة الأنضمام لجماعة إرهابية والتمويل.

وذكر محاميها أنه تعجب من اعترافها كونها فتاه صغيرة تتهم بقضية انضمام بل وتمويل؟! وغيرها..؟ ولما سألها المحامي لماذا اعترفت؟؛ قالت آلاء: "كنت بسمعهم بيكهربوا بابا وقالوالي لو ماعترفتيش هانكهربك زيه هذا كله على سبيل المثال لا الحصر".

الحريَّة للرُّضَّع

كما يواصل الانقلاب إخفاء 5 رضع قسريًا مع أمهاتهم منذ أشهر ولا أحد يعلم عنهم شيئًا، وهم:

فاطمة عمر رفاعي ٤ سنوات تاريخ إخفائها ٢١ أكتوبر ٢٠١٨

عائشة عمر رفاعي سنتان ونصف تاريخ الإخفاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٨

عبدالرحمن عمر رفاعى ٦ شهور تاريخ الإخفاء: ٢١ أكتوبر ٢٠١٨

البراء عمر أبو النجا سنة واحدة تاريخ الإخفاء: ٩ مارس ٢٠١٩

فارس إسلام حسين السن: ٣ شهور تاريخ الإخفاء: ١ نوفمبر ٢٠١٩

استشهاد 309 سيدات

ومنذ الانقلاب العسكري يتعرض النساء لأبشع أنواع الانتهاكات خلال السنوات الماضية، تنوعت ما بين القتل والاعتقال والاخفاء القسري والاعتداء الجسدي وإصدار أحكام في قضايا هزليات.

وقالت حركة نساء ضد الانقلاب، في بيان لها: إن "السنوات الماضية شهدت استشهاد 309 سيدات، سواء عبر القتل المباشر أو التعذيب أو الإهمال الطبي"، مشيرة إلى أن من بين من استشهدن خلال جريمة فض رابعة والنهضة: أسماء البلتاجي، حبيبة عبد العزيز، أسماء صقر، هند هشام، ومريم محمد علي.

وأشارت الحركة إلى تعرض أكثر من 3 آلاف سيدة وفتاة للاعتقال، ما زال 85 منهن رهن الاعتقال حتى الآن، أبرزهن الحاجة سامية شنن والتي تعد أقدم معتقلة في سجون الانقلاب، فيما تعرضت العديد من السيدات والفتيات للاخفاء القسري طوال السنوات الماضية، ولا تزال 7 منهن قيد الإخفاء القسري حتى الآن.

وأضافت الحركة أن "إجمالي سنوت الحبس ضد النساء بلغ 1388 سنة و9 شهور، وأن أحكام إعدام صدرت ضد 8 سيدات، فيما تم الحكم بالمؤبد لسنوات متفاوتة بحق عدد من السيدات، وتعرضت العديد من الفتيات والنساء للمحاكمات العسكرية، تعرض العديد منهن للإهمال الطبي المتعمد والاعتداء الجسدي وتلفيق قضايا آخري للحاصلين علي أحكام بالبراءة وإخلاء سبيل، فضلا عن وضع بعضهن في الحبس الانفرادي".

قصص مأساوية

تغص السجون المصرية العديد من المعتقلات اللاتي كن يستعددن للزفاف أو الخطوبة، أو ممن لم يمض على خطبتها أشهر، ولكن لم تكمل فرحتها، إضافة للاتي فقدن فرحة العمر بعد اعتقال خطيبها.

سمية ماهر ومروة مدبولي ورانيا عبد الفتاح.. نموذج للفتيات اللاتي وأد السجن فرحة عمرهن، فبدل أن يتجهزن للزفاف مع شركاء حياتهن، إلا أن نظام الانقلاب سرق فرحتهن، واحتجزها معهن في الزنازين.

مروة مدبولي.. خطيبها متهم في أحداث مسجد الفتح، وتحملت 5 سنوات وهو في السجن، وظلت في انتظاره حتى خرج، وتم عقد زواجهم، وقاموا بتحديد موعد الزفاف في الثامن من شهر نوفمبر لعام 2018، ولكن تم اعتقالها قبل زفافها بسبعة أيام، وتعرضت للإخفاء القسري 22 يومًا، حتى ظهرت على ذمة قضية ملفقة، وهي الآن محتجزة في سجن القناطر، وممنوع عنها الزيارة.

سمية ماهر.. تمت خطبتها وخطيبها بالسجن، وتحملت 4 سنوات ونصف حتى حكم له بالبراءة، ومن ثم تم عقد الزواج بعد خروجه مباشرة، وبعد عقد زواجهما بأسبوعين فقط وفي يوم 17 من شهر أكتوبر لعام 2017، اقتحمت قوات أمن الانقلاب منزل سمية، وقامت باعتقالها وإخفائها قسريًا، وبعد عدة أشهر تم ترحيلها لسجن القناطر وحتى الآن ممنوعة من الزيارة.

رانيا عبد الفتاح.. فتاة عاشت بمفردها 13 سنة منذ وفاة والدها ووالدتها، ثم تم خطبتها لشاب معتقل انتظرته ثلاث سنوات حتى تم الإفراج عنه، وفي يوم الإثنين الموافق 24 من شهر يونيو لعام 2019، اقتحمت داخلية الانقلاب منزلها، وقامت باعتقالها واعتقال خطيبها، وما زالوا رهن الإخفاء القسري حتى الآن.