مع احتدام السباق من الأحزاب البريطانية الرئيسة على أصوات الناخبين، تبرز أهمية أصوات الأقليات التي يمكن أن يكون لها دور حاسم في بعض الدوائر، خصوصا التي توصف بـ"المتأرجحة"، والتي فاز فيها مرشحون في الانتخابات الأخيرة (2017) بفارق صغير، بعضها لا يتعدى 20 صوتا.

ومن بين الفئات المستهدفة؛ المسلمون الذين تتراوح نسبتهم في دوائر متأرجحة بين 1 في المئة و14 في المئة من الناخبين. ولكن مع هامش فوز قد لا يتجاوز بضع عشرات من الأصوات، فإن هذه النسب تمثل أضعاف عدد الأصوات اللازمة لحسم مصير بعض هذه المقاعد.

وفي هذا السياق، نشر المجلس الإسلامي البريطاني (MCB) قائمة بـ31 مقعدا من المقاعد المتأرجحة، التي تبلغ فيها نسبة المصوتين المسلمين أكبر من هامش الفوز بها في الانتخابات؛ ما يمنح أصواتهم تأثيرا حاسما في فوز واحد من الأحزاب الرئيسية بها.

ويصنَّف المسح الذي أجراه المجلس تأثير أصوات المسلمين في هذه الدوائر بين "عال" و"متوسط"، وذلك بحسب نسبة المصوتين إلى حجم الهامش الذي يتراوح بين 20 صوتا وأقل من أربعة آلاف صوت.

وبحساب نسبة المصوتين المسلمين إلى حجم الهامش، فإن القوة التصويتية قد تتجاوز 270 في المئة في بعض الدوائر و14 مقعدا من المقاعد المعنية يسيطر عليها حزب العمال، و14 أخرى هي بيد حزب المحافظين، وثلاثة مع الحزب القومي الأسكتلندي، بينما ينافس حزب الديمقراطيين الأحرار على هذه بعض هذه المقاعد أيضا.

ولا تشمل القائمة الدوائر الانتخابية التي يفوز فيها أحد المرشحين بفارق كبير، رغم وجود نسبة كبيرة من الناخبين المسلمين فيها.

وتأتي هذه القائمة في سياق جهود المنظمات الإسلامية والمساجد؛ لحثّ الناخبين المسلمين على تسجيل أسمائهم في قوائم الناخبين، والتصويت في الانتخابات المقررة في 12 ديسمبر القادم، لكن دون التشجيع على التصويت لحزب بعينه.

وقد تم الإعلان عن "اليوم الوطني لتسجيل الناخبين المسلمين"، ليكون الجمعة القادمة (22 نوفمبر)؛ حيث يفترض أن تنخرط المساجد والمنظمات الإسلامية في تعبئة الناخبين؛ لتشجيعهم على التسجيل.

وسبق أن قام المجلس الإسلامي البريطاني بإجراء استطلاع بين المجتمعات المسلمة في بريطانيا؛ حيث طلب من الناخبين المحتملين تعبئة استبانة بشأن الأولويات والتوجهات التي يرونها؛ بهدف العمل على صياغة استراتيجية تسهم في تشجيع الأحزاب على التعامل مع القضايا التي تهم المسلمين، وزيادة فاعلية أصوات المسلمين في هذه الانتخابات.

وقال السكرتير العام للمجلس هارون خان، في بيان: "كمشاركين فاعلين في مجتمعنا.. المسلمون بتنوعاتهم يمكن أن يلعبوا دورا مهما في ما يمكن أن تكون نتائج انتخابية متقاربة، ونحن نأمل من جميع الأحزاب أن تستمع وتتواصل مع المجتمعات المسلمة في مختلف أنحاء البلاد، للانخراط في القضايا التي تهم" المسلمين.

وقال السكرتير المساعد للمجلس، زارا محمد: إنه "من المهم أننا كشبان وكبار أن ندرك قدرتنا على إحداث التغيير من خلال المشاركة السياسية.. أصواتنا مهمة"، وأضاف: "لدينا جميعا مسئولية لتشجيع أكبر عدد من الناس للتسجيل للانتخابات".

من جهته، أكد مدير مسجد فينسبري بارك في شمال لندن، محمد كزبر، أنه في هذا المسجد "نعرف الثمن الذي ندفعه عندما يتم استبعاد مجتمعات معينة من الحياة السياسية.. لقد حان الوقت الذي يجعل فيه المسلمون أصواتهم مسموعة، خصوصًا أن كثيرًا من المجتمعات المسلمة تتواجد في دوائر يمكنهم أن تحسم فيها وصول هذا المرشح أو ذاك إلى البرلمان".

وتواجه المسلمين في بريطانيا تحديات متزايدة، بينها تصاعد الخطاب المعادي للمسلمين (الإسلاموفوبيا)، بما في ذلك داخل حزب المحافظين، بالتزامن مع مد اليمين المتطرف في الغرب عموما.