علا صوت الأذان مجددا من مئذنة مسجد علي باشا التاريخي في مدينة أوهريد بجمهورية شمال مقدونيا، عقب الانتهاء من أعمال الترميم التي قامت بها المديرية العامة للأوقاف التركية، بعدما المئذنة تعرضت للهدم خلال حروب البلقان قبل 107 سنوات (1912-1913).

وبدأت أعمال الترميم من قبل المديرية العامة للأوقاف التركية في إطار البروتوكول الذي وقعته مع رئاسة الاتحاد الإسلامي في شمال مقدونيا في 1 أبريل 2015، وبلغت تكلفة مشروع الترميم حوالي 14 مليون ليرة تركية (نحو 2.5 مليون دولار).

ويعد المسجد واحدا من الآثار العثمانية في منطقة البلقان وتم بناؤه بأمر من سليمان باشا عام 1573، وجرى ترميمه عام 1823 بأمر من وزير بلغراد علي باشا المرشالي، إلا أن مئذنته دُمرت إبان حروب البلقان عام 1912.

وجرى إعادة افتتاح المسجد، الذي بني خلال حقبة الدولة العثمانية، بعد الانتهاء من أعمال الترميم التي قامت بها المديرية العامة للأوقاف التركية.

وشارك في مراسم إعادة افتتاح المسجد بعد ترميمه، نائب وزير الثقافة والسياحة أحمد مصباح دميرجان، ومدير عام الأوقاف عدنان أرتام، ونائب رئيس دائرة الشئون الدينية التركية برهان إيشليان.

كما حضر الافتتاح سفيرة تركيا في سكوبية تولين ايركال كارا، ورئيس الاتحاد الإسلامي في شمال مقدونيا سليمان رجبي، ومفتي أوهريد صمد حيدر.

وفي كلمة له خلال مراسم الافتتاح، نقل دميرجان، تحيات المواطنين الأتراك والرئيس رجب طيب أردوغان، إلى شعب شمال مقدونيا.

فيما قال أرتام، خلال الافتتاح، إنهم يواصلون العمل على إحياء الإرث الذي تركه الأجداد في منطقة البلقان، بناء على تعليمات من الرئيس أردوغان.

ويعد المسجد واحدا من الآثار العثمانية في منطقة البلقان، وتم بناؤه بأمر من "سليمان باشا" عام 1573.

وفي عام 1823، جرى ترميمه بأمر من وزير بلغراد "علي باشا المرشالي"، إلا أن مئذنته دُمرت إبان حروب البلقان عام 1912.

وبدأت أعمال الترميم قبل المديرية العامة للأوقاف التركية، في إطار البروتوكول الذي وقعته مع رئاسة الاتحاد الإسلامي بشمال مقدونيا في 1 أبريل/ نيسان 2015.

وبلغت تكلفة مشروع الترميم حوالي 14 مليون ليرة تركية (نحو 2.5 مليون دولار).

الإسلام في شمال مقدونيا

ويشكل المسلمون 33،3% من السكان، وهذا رابع أكبر عدد من المسلمين في أوروبا بنسبة بعد كوسوفو (90%)، وألبانيا (70%)، والبوسنة والهرسك (48%). معظم المسلمين هم أتراك أو البان (من ألبانيا)، أو غجر، ويوجد أيضا مسلمون من اصول مقدونية أيضا.

وتسجل 1،63% المتبقية من السكان بأنها "غير محدد" في تعداد عام 2002 الوطنية.

ويوجد هناك أكثر من 400 مسجد و 1200 كنيسة في مقدونية ويوجد مدارس إسلامية متدينة وأخرى مسيحية ارثدوكسية متدينة، ويوجد هناك خلافات بين الكنيسة المقدونية والكنيسة الصربية المقدونية بحيث ما إن أعلنت الكنيسة الصربية المقدونية استقلالها عن المقدونية لم تعترف بها المقدونية، لكن بعد فترة من الخلافات اعترفت الكنيسة المقدونية بالكنيسة الصربية بعد أن سن قانون الحكم الذاتي لصرب مقدونيا ويوجد الآن ما يقارب الـ200 يهودي بعدما كانوا 7200 يهودي عشية الحرب العالمية الثانية، وأغلب اليهود هم سفاراديون بحيث إنهم فروا من الأندلس بعد سقوطها وبعد عصر محاكم التفتيش الإسبانية والبرتغالية.

وبالبحث الحديث يؤكّد أنّ السّكّان الأصليّين لهذا الجزء من أوروبا (شبه جزيرة البلقان) بدأوا في اعتناق الإسلام خلال القرن السّابع، وخلال القرن الثّامن، أصبح الإسلام متجذّرًا بعمق في جنوب شرق شبه جزيرة البلقان وهي مقدونيا الحديثة.

بدأت الحضارة الإسلاميّة في الأندلس في عام 710 ميلاديّ، في شبه الجزيرة الإيبيريّة، وهذا يثبت أنّ الإسلام كدين وحضارة بدأ بالتّأثير على الأرض الأوروبيّة قبل ثلاثة قرون في أجزاء عديدة من أوروبا، وقبل أن تعتنق المناطق الإسكندنافيّة، المسيحيّة، وحتّى قبل أن تنتشر المسيحيّة في روسيا، ودول شمال ووسط أوروبا.

ومن المُسلَّم به أنّ مسلمي مقدونيا، مثل إخوانهم من مسلمي البلقان، هم السُّكّان الأصليّون لأوروبا، وعملوا باستمرار على إثراء الحضارة الإسلاميّة والتّاريخ والثّقافة على مدى القرون الثّلاثة عشر الماضيّة، وتوفّر هذه الفترة التّاريخيّة أدلّة قويّة تدحض بشدّة الادّعاءات المنتشرة بأنّ الإسلام مغترب غير مرغوب فيه في أوروبا، وبأنّ المسلمين غرباء، وبأنّ ليس لهم الحقّ في العيش في أوروبا، وأنّ الثّقافة والتّقاليد الإسلاميّة هي العدوّ اللّدود لما يسمّى بالثّقافة الأوروبيّة الأصليّة.

والمسلمون الذين يعيشون حاليًّا في مقدونيا، والمسلمون في شبه جزيرة البلقان، بما في ذلك سكّان الجزء الأوروبيّ من تركيا، وبلغاريا، ورومانيا، واليونان، وألبانيا، وصربيا، وكوسوفو، والبوسنة والهرسك، والجبل الأسود، وكرواتيا، هم بلا شك جزء من الأوروبيين الأصليين في المنطقة.