ارتقى إلى رحاب ربه الداعية الشيخ فوزي السعيد بعد صبر على المرض؛ حيث قضى فترة في المعتقل بدون سبب قضائي وبغير إجراءات قانونية قبل أن يفرج عنه بعد ذلك. بسبب موقفه الرافض للانقلاب، لقي خلالها انتهاكات شديدة زادت من معاناته الصحية.

وقد توفيت ابنة الشيخ الراحل وهو في السجن، وأصيب بالفشل الكلوي وتدهورت صحته، حتى قال الأطباء إنه يعيش بربع كلية فقط، وخرج بعدها وظل متأثرًا بمرضه إلى أن توفاه الله اليوم.

والجنازة بعد صلاة الظهر في مسجد الشربتلي بمصر الجديدة. إنَّا لله وإنا إليه راجعون.

والشيخ فوزي السعيد ذو السبعين من عمره، من كبار شيوخ السلفية ودعاتها بمصر، وكان يعمل مهندسًا بإحدى شركات القاهرة الكبرى، كما أنه مؤسس وخطيب مسجد "التوحيد" الشهير بشارع رمسيس، بحي غمرة، في قلب القاهرة.

ولدى انعقاد أول انتخابات رئاسية مدنية بمصر، عقب الثورة، في عام 2012، كان الشيخ فوزي من الدعاة الذين أعلنوا مواقفهم بقوة، في تأييد الرئيس محمد مرسي، بل كان من علماء "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح"، المؤيدين له كما كان من مؤيدي مشروعه للنهضة.

وبعد الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب، كان الشيخ السعيد من الرافضين لذلك، وشارك بقوة في اعتصامات مؤيدي الشرعية بميداني "رابعة" و"النهضة"، وكانت له خطبة شهيرة بميدان "النهضة" قبيل الفض الدموي للاعتصام به، إلا أن سلطات الانقلاب عاقبته لاحقًا بمنعه من أداء خطبة الجمعة في مسجد "التوحيد"، ثم قبضت عليه.