اعتقلت قوات الاحتلال ، فجر اليوم الثلاثاء ، عددًا من الفلسطينيين، بينهم القيادي في حركة "حماس" عمر البرغوثي "أبو عاصف"، فيما شهدت مناطق برام الله والقدس المحتلة اندلاع مواجهات عنيفة وحملة اعتقالات موسعة، كما يسعى الاحتلال، لاستغلال ، تفشي فيروس "كورونا" المستجد، للسيطرة على المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل (جنوبي القدس المحتلة).  .

وأفادت المصادر المحلية، أن قوات الاحتلال، اعتقلت القيادي عمر البرغوثي "أبو عاصف" ونجله محمد، من منزلهم خلال اقتحام بلدة كوبر شمال رام الله.

ويعد القيادي البرغوثي أحد الرموز الوطنية الفلسطينية، قضى أكثر من 35 سنة في سجون الاحتلال، وهو والد الشهيد صالح البرغوثي، والأسير عاصم البرغوثي، وتعرض وعائلته للاعتقال الصهيوني وهدم منازلهم.

كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة رام الله، واعتقلت المحامي محمود مرار، عقب اقتحام منزله وتفتيشه بالكلاب البوليسية.

وداهم جيش الاحتلال منازل أشقاء المحامي مرار وهما عبد الناصر وعايد مرار في بلدة بدرس غرب رام الله، وفتشتهما بشكل دقيق، وخربت محتويات المنازل.

واعتقلت قوات الاحتلال المواطن جعفر عرباش، بعد اقتحام منزله في مدينة البيرة، وتفتيشه والتخريب في محتوياته.

وأفادت مصادر محلية باندلاع مواجهات في مناطق عدة بمدينة رام الله عقب اقتحام الاحتلال لها، حيث اندلعت مواجهات في محيط مخيم الأمعري، ومواجهات أخرى في منطقة دوار التشريعي بمدينة رام الله، وأطلقت خلالها قوات الاحتلال وابلًا من قنابل الغاز المسيل للدموع.

وشهدت الليلة الماضية، اندلاع مواجهات عنيفة في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، عقب اقتحام مئات المستعربين "الشرطة بالزي المدني والقوات الخاصة والمخابرات ووحدة الكلاب البوليسية".

وخلال المواجهات التي اندلعت بمخيم شعفاط، اعتقلت قوات الاحتلال 9 مواطنين بينهم سيدة، كما أصيب بعض الشبان بالاختناق، جراء استهدافهم بالقنابل الغازية.

وأفادت مصادر محلية أن قوة كبيرة من المستعربين اقتحمت المخيم، اندلع على إثرها اشتباك مسلح بينها وبين الشبان، وحاصرت القوة بأعداد كبيرة بناية سكنية، وطالبت الشبان بتسليم أنفسهم وأسلحتهم على الفور.

وأوضحت المصادر أنه حلقت في سماء المخيم مروحيات لرصد وتصوير التحركات، ورافق ذلك اقتحامات فرق متتالية للمخيم وإغلاق للمنطقة ومنع الإسعاف من الوصول اليها.

وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت 9 مواطنين من المخيم بينهم سيدة.

وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال اعتقلوا الشبان بعد تفتيشهم وإجبارهم على خلع كافة ملابسهم باستثناء الملابس الداخلية، وتعمد السير بهم في طرقات وأزقة المخيم دون ملابس، حتى وصلوا إلى الحاجز العسكري المقام على مدخل المخيم، واحتجزتهم داخل إحدى الغرف.

وأوضح الشهود أن القوات تعمدت إلقاء القنابل الغازية بكثافة في المخيم، كما هددت الأهالي بالضرب واقتحام منازلهم في حال تواجدهم على نوافذ منازلهم.

واندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان، إثر إطلاق الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت، ورد الشبان بإطلاق المفرقعات النارية.

من جهة اخرى، حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، من استغلال الاحتلال لتفشي فيروس كورونا، للسيطرة على المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وقالت الوزارة في بيان صحفي، إن السلطات الصهيونية، أقدمت على إغلاق المسجد، ومنعت دخول الحراس والسدنة، فيما سمحت فقط بدخول المؤذن لرفع الأذان.

وأضافت، إن إغلاق المسجد الإبراهيمي، من قبل الاحتلالالصهيوني أمام موظفي الأوقاف، ما هو إلا "محاولة للسيطرة الكاملة عليه في خطوة قد تستمر إلى ما بعد انتهاء الأزمة التي نعيشها في هذه الأيام".

وطالبت وزارة الأوقاف، المجتمع الدولي بالعمل على "منع الاحتلال الصهيوني من تنفيذ مخططاته الرامية إلى تحويل المسجد لكنيس يهودي في تعامل يضرب أحقية المسلمين الخالصة به بعرض الحائط".

وكانت وزارة الأوقاف، قد أغلقت المسجد الإبراهيمي أمام الزوار الأجانب والمصلين، وأبقت على السدنة والحراس على رأس عملهم، لمواجهة أي انتهاك لحرمته من قبل الاحتلال الصهيوني.

ومنذ عام 1994، يُقسّم المسجد الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين، وآخر باليهود، إثر قيام مستوطن يهودي بقتل 29 مسلمًا أثناء تأديتهم صلاة الفجر، في 25 فبراير من العام ذاته.