أحيانا يرتكب الآباء والامهات أخطاء جسيمة في تربية أبنائهم تعد في نظر خبراء التربية كوارث تربية تؤثر تأثير كبيرا على تنشئة الطفل تنشية غير سليمة دون أن يكتسبوا مهارات.

وكانت مجلة "لامينتي إي ميرافيليوزا" الإيطالية نشرت تقريرا، عرضت مجموعة من الأخطاء التي يرتكبها الآباء دون وعي منهم، في فترة تربية أطفالهم، وذلك بسبب الضغوط الاجتماعية القوية والنماذج الخاطئة، مؤكدة أن مهمة تربية الأبناء لا تتلخص فقط في تدريسهم، بل تشمل دعم إحساسهم بالمسؤولية وتقدير الذات والاستقلالية. ولا أحد يمكنه أن يعلم الأبوين كيف يربيان الأبناء، لأن كل طفل يتميز بشخصية مختلفة.

 أخطاء يرتكبها الآباء

وطالبت المجلة الأسرة بإعادة النظر في طرق تربية أبنائهم، مفندة الاخطاء التي يرتكبها الآباء على النحو التالي:

جعل الدراسة محور الاهتمام الوحيد الأمورالذي يوجه رسالة قوية للطفل وخطيرة، تجعله يعتقد أنهما غير مهتمين بحياته العاطفية وقيمته الذاتية.

وذكرت المجلة أنه من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء هي سؤال الطفل حول ما فعله في المدرسة فقط، مثل الدرجات التي حصل عليها والواجب المنزلي الذي تم تكليفه به، دون التحدث معه عن حالته النفسية ومشاعره، وكذلك وقد يصل الأمر ببعض الآباء إلى عدم تكليف الأطفال بأي مهمة بالمنزل، وعدم السماح لهم بالمشاركة في أي أنشطة، على اعتبار أن مسؤوليتهم الوحيدة هي الدراسة فقط. وهكذا يتم التغاضي عن بعض الجوانب الأخرى في بناء شخصية الطفل، مثل اكتساب الأصدقاء وتطوير المهارات وتعلم تحمل المسؤولية واكتساب ذوق خاص به وأحلام يصبو إليها.

أطفال عباقرة

ارتفاع سقف توقعات الآباء بأن يكون أبنائهم عباقرة، و هذه الرغبة تجعل الوالدين يبالغان في تحفيز الطفل منذ وقت مبكر، ويرهقانه ويملآن أوقاته بالأهداف والتحديات.

وتنبه المجلة إلى أن المبالغة في انتظاراتنا من الطفل تسلط عليه ضغوطا كبيرة، وتقوض تقديره لذاته، لأنه أحيانا قد يكون عاجزا عن تحقيق تطلعات الوالدين،

وقد يتعرض الطفل في مثل هذه الحالات إلى الإحباط وفقدان الحماس، وهو أمر خطير قد يجعله يفشل في كل ما يقوم به.

المكافأة والعقاب بناء على نتائج الاختبارات، يعد أيضا من الأخطاء الشائعة، حيث أن كثيرين يميلون إلى تقديم مكافأة عندما تكون النتائج جيدة، وتسليط العقوبات عندما تكون النتائج مخيبة، هذا السلوك يمثل تجاهلا للظروف الداخلية والمحيطة بالطفل التي تؤثر على تركيزه وأدائه. كما أنه يعني تراجع التحفيز لدى الطفل بعد حصوله على المكافأة في عدة مناسبات متتالية.

ولذلك تقول المجلة إن أهم تحفيز يمكن أن يحصل عليه الطفل يأتي من اكتشافه لأشياء جديدة وتطويره لاهتمامات وهوايات جديدة.

إنجاز الواجبات المدرسية مع الطفل، وتنصح المجلة بترك الطفل لينجز عمله بنفسه ويرتكب الأخطاء ثم يقوم المدرس بإصلاحها. وهذا هو أفضل أسلوب لتعزيز الاستقلالية والمسؤولية لدى الطفل.

عدم احترام مقاربة المدرسة في التعامل مع الأخطاء، تقول المجلة إن من الأخطاء الأخرى التي يجب الانتباه إليها عند التعامل مع الطفل في المنزل، هي الانتقاد المتواصل لأسلوب المدرسة والمدرسين، مثل القول إن الطفل يتم تكليفه بالكثير من العمل وإرهاقه. بدلا عن ذلك يجب أن نختار المدرسة التي نرغب فيها، ثم نقبل أسلوبها ومقاربتها كما هي، لأننا عندما ننتقدها أمام الطفل فإننا نوجه له رسالة خاطئة.

وشددت المجلة في النهاية على ضرورة ترك الطفل للتعامل مع الطفل هي تركه ليشعر بالضجر، وفسح المجال له ليجرب ويرتكب الأخطاء، وقبول حصوله على نتائج دراسية سيئة من حين لآخر، حتى يتعلم من تلك التجارب، مثل هذا السلوك يمثل تشجيعا للطفل حتى يكتسب شخصية مستقلة، ويكبر ليصبح قويا وناجحا، حيث أن هذا هو أسلوب التربية الأفضل من أجل مستقبل أطفالنا.