الإنسان الحر المنزوي بالقمع خير من المنافق الانتهازي
العقاد وإحسان عبد القدوس وجمال حمدان وحامد ربيع ومحمد فوزي.. كم هم الذين آثروا الانزواء سياسياً وفكرياً وفنياً، وابتعدوا بعد انقلاب ١٩٥٢ وبسببه من رموز فكرية مصرية!!!.
لم يزدهر ولم يبدع بحق إنسان مصري بحرية وللحرية والعلم والفن في مصر طيلة سنوات حكم الطغاة.
لم يجرؤ واحد ممن اعتبرناهم نجوما ونخباً طيلة تلك السنين العجاف، أن يفضح أو يتصدى لتزوير كل انتخابات مصر طيلة أكثر من ٦٠ سنة. قبع توفيق الحكيم كامناً مكبوتاً على حِجر المدلس الأكبر محمد حسنين هيكل، قانعاً بغرفة وثيرة وراتب شهري في "الأهرام".

نجَّمت عصابة الطاغية الأول عدداً من صغار وكبار ضباطها كيوسف السباعي وثروت عكاشة وأحمد مظهر، وبعض الراقصات للانقلاب ومحظيات صلاح نصر وَعَبَد الحكيم عامر وصفوت الشريف. وتلاعبت السلطة القمعية وسيطرت على صلاح جاهين وعدد من كتاب الأغاني، وسخرت وغوت أم كلثوم وَعَبَد الوهاب وعبد الحليم وفريد ليكونوا أبواقاً وألسنة زور وتدليس بالطرب والكلمات المغناة.

قولبت سلطة الطاغية الأول وعصابته مهرجي الكوميديا في قالب حديدي لا يسمح لهم بالاقتراب من الصنم وسياساته القمعية. هل تذكرون لإسماعيل ياسين أو لفؤاد المهندس أو مدبولي عملاً فنياً حراً لم تتدخل فيه رقابة المصنفات الفنية سياسياً؟

لاذ قليلون جداً من الكتاب كثروت أباظة ونجيب محفوظ بالرمزية المغرقة ففلت القليل جداً من الأعمال الفنية التي أشارت من طرف خفي لجرائم السفاح الأول وزمرته ومن جاء بعده. المصيبة أن السفّاح الحالي يحاول أن يجتر ويعيد ويزيد في بث وإذاعة صنوف من فنون تدليسية انقلابية قديمة.

مشخصاتية وكتبة تقديس الاستبداد الحالي لا أمل فيهم مهما مارسوا الرقص والتطبيل وفنون النفاق والانتهازية.

أبشروا يا أهل مصر: شباب ثورة يناير الغاضب سيمنع التاريخ من أن يعيد نفسه. سترسل أجيالنا الشابة قريباً إن شاء الله تراث استبداد ٦٠ عاماً إلى المزابل.