مع حلول العام الدراسى الجديد، قرر إقليم كتالونيا فى إسبانيا البدء هذا العام، في تعليم الديانة الإسلامية فى المدارس العامة فى الإقليم، فقد أقرت مديرية التربية والتعليم فى إقليم كتالونيا الإسباني خطة تجريبية لتعليم الديانة الإسلامية في المدارس العامة فى كل من برشلونة، باخو يوبريجات، جيرونا، وتاراجونا، ابتداء من الموسم الدراسى الجارى 2020/2021.

وتتضمن الخطة الجديدة إدراج مادة الدين الإسلامي في مدارس إقليم كتالونيا، النظر في تاريخ المسلمين في إسبانيا وتدريسه للطلاب، في كل من مدن برشلونة وبايكس يوبريغات وجيرونا وتاراغونا.

ويأتي هذا القرار نتيجة اتفاقية التعاون بين المفوضية الإسلامية في إسبانيا والدولة الإسبانية، وذلك بعد عددٍ من المطالبات المتزايدة للسكان المسلمين بإدراج مادة الدين الإسلامي في المدارس.

كما تضمَّنت الخطة الجديدة تلقي الطلاب المسلمين تعليمًا دينيًّا إسلاميًّا في المدارس العامة في كل من مستويات تعليم الأطفال، والابتدائي، والثانوي، وذلك على يد مدرسين معيَّنين مِن قِبَل اللجنة الإسلامية الإسبانية.

يشار إلى أن إقليم كتالونيا به أكثر من 1,5 مليون مسلم، من بين 2 مليون مسلم في إسبانيا كلها، يليها إقليم أندلوسيا الذي يزيد عدد سكانه المسلمين عن 300 ألف، ومدريد بعدد 280 ألف مسلم. ووفقًا لآخر إحصاءات اتحاد الجاليات الإسلامية (UCIDE) ، فإن المسلمين يشكلون 3,8٪ من السكان الإسبان

الإسلام في كتالونيا

يعد أقاليم كتالونيا أحد الأقاليم الإسبانية التى شهدت تواجد المسلمين آبان أزدهار الحضارة الإسلامية فى الأندلس،  إلا أن المقاطعة الإسبانية لم تكن جزء أساسا من الأندلس، والتى يمثلها اليوم مقاطعة أندلوسيا:

- أصبحت جزءا من الأندلس الإسلامية بعد سيطرة الموريون عليها في عام 718 ميلادية.

- ظلت تحت الحكم الإسلامى حتى عام 760 عندما بدأ الفرنجة القادمون من الأراضى الفرنسية فى انتزاعها منهم شيئا فشيئا إلى أن استولوا عليها بالكامل عام 801.

- ما يقرب من 90 عامًا فقط هو مدة التواجد الإسلامي، في إحدى فترات الضعف التي انتابت الإمارة الأموية في الأندلس. ومنذ ذلك الوقت أصبحت برشلونة إحدى الممالك الإسبانية الداعية لاسترداد الأندلس من المسلمين وهى مملكة أراغون.

- أصبحت الهجرة الإسلامية ظاهرة حديثة مهمة في إقليم كتالونيا في الثمانينات من القرن العشرين، عندما أصبحت هناك حاجة ملحة إلى العمالة الزراعية في مزارع الكروم الغنية في المنطقة، وغيرها من المؤسسات الزراعية.

-  واحدة من تلك المناطق القليلة في إسبانيا التي غاب عنها التراث الثقافي الإسلامي، سواء في صورة آثار معمارية أو كلمات عربية في اللغة الكتالونية.

- كتالونيا تحتوي مراكز إسلامية أكثر من أي منطقة أخرى في البلاد، وهناك 256 مسجدًا في كتالونيا طبقًا لإحصائيات 2016، جميعها تقريبًا سنية، مع مسجد واحد فقط يمثل الإسلام الشيعي، وهناك أيضًا ستة مراكز صوفية.

- تَمتلِك "برشلونة" - عاصمة كتالونيا - أكثر عدد من المساجد ويبلغ عددها "24"، وهناك بلديات أخرى أصغر بها أكثر من مسجد مثل: سانتا كولوما (8 مساجد)، تيراسا (7)، سابادي (5)، بادالونا (4) ومارتوري (4).

- على الرغم من تلك العدد من المساجد لا يوجد بالإقليم مسجد كبير للصلاة فيه، وتبلغ سعة المساجد ما بين 20 إلى 30 مصلٍ أو أقل.

- اعتبارًا من عام 2014، كانت هناك خمس منظمات للمسلمين في كتالونيا، هي: «الاتحاد الإسلامي الكتالوني ، و«المجلس الفيدرالي الإسلامي في كتالونيا، و«اتحاد المجتمعات الإسلامية في كتالونيا، و«اتحاد المراكز الثقافية الإسلامية في كتالونيا، والمنظمة الشاملة، التي يطلق عليها "المجلس العام".

- وفقا لآخر الإحصائيات هناك 515 ألف مسلم في كتالونيا، يمثلون 6.8% من إجمالي السكان.