تلقى المسلمون في فرنسا رسائل تهديد بالموت وتحقير للأتراك والعرب ولمرتادي أحد المساجد، تزامنا مع حملة التصعيد المستمر لهجمات "الإسلاموفوبيا" التي تطال المسلمين والإسلام هناك.

ووضع مجهولون رسائل في صندوق بريد مسجد مدينة "فيرنون" شمال فرنسا، وتضمنت عبارات تهديد بالموت، مفادها "بدأت الحرب، سنخرجكم من دولتنا، وسنحاسبكم على مقتل (المعلم الفرنسي) صمويل (باتي)"، فضلًا عن تضمنها عبارات حقيرة بخصوص المسلمات.

وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية، نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، على واجهات بعض المباني. وفي 21 أكتوبر الجاري، قال ماكرون في تصريحات صحفية، إن فرنسا لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية" (المسيئة للإسلام)، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية. 

ومنذ أيام كشف وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان عن إغلاق السلطات لـ 73 مسجدًا ومدرسة خاصة ومحلًا تجاريًا منذ مطلع العام الجاري، بذريعة مكافحة الإسلام المتطرف. كما أعلن وزير الداخلية الفرنسي إغلاق 12 مكانا "لتكوين المتطرفين" في سبتمبر الماضي، بينها مسجد غير معلن ومدرسة غير متعاقدة. وعن آخر إحصائية وفق الداخلية الفرنسية، أعلن الوزير أن "12 من دور العبادة "التي تشجع على التطرف" اغلقت في سبتمبر منها مسجد غير معلن ومدرسة خاصة ومركز ثقافي وخمسة محلات، واغلق 73 مكانا يشتبه في انتهاجها التطرف في فرنسا منذ مطلع العام".

وأضاف "دارمانان" في هجوم على المسلمين "في فرنسا يجب على أتباع دين الإسلام أن يضعوا قوانين الدولة فوق قوانين ربهم". وتابع: "علينا طرد" 231 أجنبيا موجودا على الأراضي الفرنسية في شكل غير قانوني تتم ملاحقتهم بتهمة التطرف، بينهم 180 في السجن حاليا". وأردف "يبقى اليوم 231 شخصا يقيمون بصورة غير قانونية يجب طردهم وهم ملاحقون للاشتباه بتطرفهم"، مدعيا أن هؤلاء مدرجون على لائحة المهاجرين السريين الـ 851 في الملف الخاص بالوقاية من التطرف لأهداف إرهابية. وتابع أن 428 من هؤلاء طردوا.

ومطلع أكتوبر الجاري، قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطة عمل ضد ما أسماه "الانعزالية الإسلامية"، معلنا تدابير عديدة مثل إلزام أي جمعية تطلب إعانة عامة بالتوقيع على ميثاق العلمانية، وتعزيز الإشراف على المدارس الخاصة التابعة لطائفة دينية، وفرض قيود صارمة على التعليم المنزلي.

و احتج عرب ومسلمون طيلة الأيام الماضية على الإساءة التي صدرت عن الرئيس الفرنسي بحق الإسلام ونشر صور مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وطالب المحتجون بمقاطعة المنتجات الفرنسية، وعدم العودة إلى شرائها والتعامل بها. ونشطت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات ضمن حملة التضامن العالمية مع نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم.