قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن وزير الداخلية الفرنسي جيرلد دارمانين على خطى رئيسه سيء الذكر إيمانويل ماكرون في استفزاز مشاعر المسلمين، والتبرير لحملات القمع المكثفة التي تستهدف المجتمع الإسلامي.

ووتطرقت الصحيفة البريطانية إلى تصريحات وزير الداخلية التي قالها في مقابلة مع صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، حيث دافع وزير الداخلية -الذي أشرف على مداهمات المنظمات الإسلامية والعديد من الأفراد على مدار الأسبوع الماضي- عن سياسته، وانتقد وجود أقسام للمنتجات الإسلامية داخل متاجر دولته.

وبرر الوزير الفرنسي تلك الممارسات برغبة باريس في "استئصال التطرف"، مردفا "نسعى إلى محاربة أيديولوجية وليس دينا".

وكان ماكرون قد أساء للدين الإسلامي، زاعما أنه "يمر بأزمة" في أعقاب مقتل مدرس فرنسي على يد متشدد.

وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن التبريرات التي يقدمها مسئولو الدولة الأوروبية في تفسير حملات المداهمات ضد المسلمين والسماح بنشر رسوم مسيئة للرسول أسباب أدت إلى زيادة ردود الفعل الغاضبة ضد الرئيس إيمانويل ماكرون.

وتجسدت مشاعر الغضب في احتجاجات دولية وهجمات سيبرانية ضد مواقع فرنسية على الإنترنت وحملات مقاطعة للمنتجات الفرنسية. وعلاوة على ذلك، فإن الغضب تأجج بشكل متزايد في نفوس مسلمي فرنسا والعالم جراء القمع الغليظ الذي تمارسه الحكومة الفرنسية على المجتمعات الإسلامية بالدولة الأوروبية.

وفي سياق متصل دعت النائبة في البرلمان الفرنسي آني لوري بلين، الثلاثاء، إلى شن حرب على "الإسلام السياسي"، والدفاع عن الحضارة اليهودية ـ المسيحية.

جاء ذلك في كلمة للنائبة عن حزب "الجمهوريون"، الذي يمثل يمين الوسط في فرنسا، خلال جلسة برلمانية. وادّعت بلين أن "الإسلام السياسي" يستهدف فرنسا ويبتزها هي والمهاجرين.

تداعيات

وفي أحدث تداعيات إعلان ماكرون بأن بلاده لن تشجب الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، استدعت إيران دبلوماسيا فرنسيا وأخبرته أن رد فعل باريس لم يكن حكيما.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مسؤول بخارجية المملكة لم تذكر اسمه قوله إن الرياض ترفض أي محاولات للربط بين الإسلام والإرهاب، وأعلنت شجبها للرسوم المسيئة للرسول.

وفي بنجلاديش، شارك نحو 40 ألف شخص في احتجاجات مناوئة لفرنسا في العاصمة دكا وحرقوا دمية لماكرون وطالبوا بمقاطعة منتجات الدولة الأوروبية.