طالبت الحكومة الماليزية المجتمع الدولي إلى تقاسم مسئوليات الأزمة الإنسانية لمسلمي الروهينغا الفارين من إقليم أراكان في ميانمار، بسبب العنف والتمييز العرقي.

وقال رئيس الوزراء الماليزي، محي الدين ياسين، الأحد، خلال القمة المشتركة لدول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) والأمم المتحدة، إن ماليزيا هي الدولة التي تستضيف أكبر عدد من لاجئي أراكان (غرب) في جنوب شرق آسيا.
وأضاف "ندعو دول المنطقة والمجتمع الدولي للمبادرة وتقاسم مسئوليات أزمة أراكان الانسانية بشكل عادل"، موضحًا أنه "في ظل استمرار تأثير الأزمة الإنسانية في أراكان على دول المنطقة، فإن ماليزيا ليست في وضع يسمح لها بقبول اللاجئين من الإقليم من الآن فصاعدًا".

ولفت إلى أن الأزمة الإنسانية التي يعيشها مسلمو أراكان في ميانمار كانت واحدة من أكبر مشاكل آسيان.
كما تطرق رئيس الوزراء الماليزي إلى الأعمال الإرهابية الأخيرة في أوروبا، قائلا "هذه الهجمات مؤشر على أن الإرهاب لم ينته على الساحة العالمية. ونأمل أن تؤدي مبادرات آسيان في مجال مكافحة الإرهاب إلى إنهاء الصراعات في جميع أنحاء العالم وتحقيق السلام الدائم".
وشدد على ضرورة قيام الدول بتحسين بيئة التعايش في كنف الاحترام المتبادل حتى لا تتكرر أعمال الكراهية العرقية والدينية.

يذكر أن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أعربت عن القلق إزاء الأوضاع في ميانمار، مع اقتراب الانتخابات العامة في 8 نوفمبر المقبل، حيث يتم حرمان مسلمي الروهينجا من حقوقهم في المشاركة السياسية.

وقالت المتحدثة رافينا شامداساني إنه رغم أن الانتخابات تمثل خطوة مهمة في التحول الديمقراطي في ميانمار، إلا أن الانتهاكات ما زالت مستمرة ضد الروهينجا، بما في ذلك فرض القيود على حرية حركتهم وحرية الرأي والتعبير والمشاركة السياسية والتمييز ضدهم في التصويت والجنسية.
كما أعربت عن القلق إزاء استمرار قطع الإنترنت في 8 بلدات في ولايتي راخين وشين، بما يتعارض مع القانون الدولي، واستمرار خطاب التحريض والكراهية ضد المسلمين، مطالبة حكومة ميانمار باتخاذ تدابير لوقف الانتهاكات ضد الروهينجا وضمان تمتعهم بجميع حقوق المواطنة من دون تمييز.

وبسبب الاضطهاد الديني، نزح نحو 860 ألف من مسلمي الروهينجا، الذين يقطنون أراكان غربي بورما أو ميانمار، إلى مخيمات " كوكس بازار" في بنجلادش، ودول مجاورة، هربًا من عمليات عنف واضطهاد من قبل السلطات في ميانمار، منذ 2017، بحسب الأمم المتحدة.

وارتفعت أعداد النازحين بحسب منظمة اليونيسيف الدولية في عام 2019، إلى أكثر من مليون لاجئ، أغلبيتهم في مخيمات بنجلادش، وسط معاناة صحية وغذائية، وصعوبة وصول الخدمات.
وفي 22 أكتوبر  الماضي، قدرت الأمم المتحدة، أن 2.400 من مسلمي الروهينغا فروا من ميانمار في الأشهر العشرة الأولى من عام 2020؛ ولقي 200 منهم حتفهم خلال رحلة الفرار.