الأخوة و الأخوات : بيوتنا قبلتنا الثانية و أبناؤك سندنا  في الحياة، ورسالتنا في الآخرة، وخير استثمار دعاء ولد صالح، نتقي بتربيته النار. و الأسرة فى الإسلام نظام إلهى وهدى نبوى وسلوك إنساني والحياة فى بيوت المسلمين عبادة شاملة وسنة متبعة وتربية مستمرة ...... و إن البيت المسلم إذا صح تكوينه وإعداده وصح عمله وصحت ممارسة الحياة فيه على النظام الإسلامي يكون لبنة قوية في بناء المجتمع المسلم الملتزم بمنهج الله فى الحياة .وليس بدعاً من القول أن نقول إن الحكومة المسلمة أو الدولة المسلمة لا وجود لها على الإطلاق إذا لم يكن هناك بيت مسلم ملتزم بمنهج الإسلام ، فإنه لا يصلح مجتمع وهنت فيه حبال الأسرة ولن تستقيم حياة الأمة إذا كانت الأسرة قد ضعفت الروابط الأسرية بينها... ولتحقيق الأمل المنشود فى إقامة البيت المسلم القدوة الذى نحتاجه اليوم أيما احتياج  فهو المدرسة الأولى التي يتخرج منها الأعضاء الفاعلون في المجتمع.. وموقع البيت من المجتمع كموقع القلب من الجسد، فصلاح المجتمع من صلاح البيوت، وفساد المجتمع من فساد البيوت

من أهم الحقائق في مرحلة البناء و التدافع الحضاري أنه بناء و تدافع إجتماعي قائم بين واقع إسلامي و و اقع غير إسلامي و الدخول بالبيت المسلم في هذا في جميع المراحل من لحظة الإستضعاف ...إلى فرصة التمكين ...و وقت الإمتداد ...ضرورة إسلامية و فريضة شرعية بإعتباره هو الواقع الإجتماعي للفرد الداعية و الوسيلة  الأساسية لتحقيق الصفة الإجتماعية لواقع الدعوة و الحركة بضرورة تكوين البيت المسلم الدعوي إيمانيا و فكريا و دعويا و حركيا و توفير أسباب الحماية من التشرزم أو الذوبان في المجتمع دون هوية  وبذلك يدخل بيت الدعوة في البناء الصحيح و يأخذ وضعه في اتجاه الحركة الدعوية و ينطلق  كافة أفراد البيت بفاعلية الحركة و التأثير و ينضموا إلى دوافع العمل و تتحول الذرية إلى إمكانية الإمتداد البشري للدعوة فيتحقق التجرد و التحرر و الإنطلاق الحركي مع الإرتباط الأسري و الإلتزام الإجتماعي و الإحتياج المعيشي و تتحول الدعوة من ممارسة كهواية أو ميول شخصية إلى أن تكون الدعوة كرسالة في حياة الدعاة و يعمه لقاءات وفرحة أو حنين و شوق أو وداع و أمل فهي حياة طيبة ... وعيشة راضية ...و عمر مبارك ... و وقت مليء بالطاعات و القربات و الخيرات

الأخوة و الأخوات : تكلمنا في رسالتنا الماضية عن أن دور الأخ و الأخت في البيت من أوجب الواجبات و أن من أهم خصائص بيوتنا الدعوية التنشئة على الإيمان و التقوى و  العناية بالطاعات والعبادات و تمكن قيم الأمانة و الصدق ومراقبة الله و سمو الاهتمامات والمشاركة في كل متطلبات الدعوة والاعتزاز بذلك و مراعاة هدي الرسول في كل شئون الحياة المنزلية و مراعاة قيم الجمال والنظافة والنظام و  تحصين البيت ضد التلوث الخلقي و مراعاة المقامات وحفظ الحقوق و الاقتصاد في المعيشة و مراعاة حقوق الجيران ومن ذلك والكرم والشهامة والنجدة

و نستكمل في هذه الرسالة كيف يتحرك البيت بالدعوة عمليا ( مسارت العمل للبيت الدعوي)

مسارت العمل للبيت الدعوي

  1. تفريغ يوم في الأسبوع للبيت:

ولنتواصى بهذا ولنتعاون عليه تحقيقًا للتوازن الواردة في توجيهات النبي- صلى الله عليه وسلم- لأبي الدرداء(إن لربَّك عليك حقًّا، وإن لبدنك عليك حقًّا، وإن لزوجك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حقٍّ حقه)، وقد حكى أحدهم أنه دعا الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله لعقد زواج ابنته فاعتذر متأسفًا محرجًا لأنه صادف يوم بيته، وهذا التواجد يحقق منافع جمة منها إشباع حاجات نفسية فطرية للزوج و الزوجة و الأبناء، و ملاحظة السلوك والتصرفات وإسداء النصح والتوجيهات، إصلاح ما يحتاج إلى إصلاح ، ومساعدة الأبناء في دراستهم ومتابعة أحوالهم وحل مشاكلهم ومشاركة الزوجة في أعمالها وهمومها، الخروج لصلة الأرحام أو الاستجمام.

  1. الحرص على تقديم القدوة الصالحة لأهل البيت:

في قوة الإيمان والتقوى والخشوع في العبادة ومتانة الخلق واستقامة السلوك والولاء الصادق لدين الله ودعوته.

  1. الاطمئنان على التحاق كل فرد في البيت بفرقته في مدرسه الدعوة الكبرى:

ثم متابعة أحوالهم وواجباتهم في هذه المجالات ومعاونتهم عليها وتشجيعهم.

  1. استثمار وقت الطعام:

 لتحقيق هدفين أولهما إصابة السنة المباركة وثانيهما الخروج بالفائدة ويناسب وقت الطعام شيء مما يلي من :تعميق جوانب التربية بالمواقف التربوية وذلك من سيرة النبي- صلى الله عليه وسلم- أو صحابته أو الصالحين أو الدعاة أو المجاهدين قديمًا وحديثًا ويتولى الأب أو الأم التعليق والتعميق و يترك للأبناء الحوار أوموقف يعجب- يعرض كل فرد موقفًا أعجبه في البيت أو في الطريق أو المدرسة وسبب إعجابه يتولى الأبوان تصحيح النظرات وضبط الموازين.أو موقف مؤثر- استفادة كل فرد من آية أو حديث أو من سماعه أو من قراءته أو من دراسته ويتدخل الأبوان للتعليق والإضافة. أو أخبار مثل خبر سار- قرأه الفرد في جريدة أو سمعه في إذاعة أو غيرهما وسبب سروره، ويقوم الأبوان بواجبهما كذلك.أو خبر محزن- على المنوال نفسه.أو مشكلة عارضة- صادفت أحد الأفراد وكيف تصرف إزاءها ثم يمده الوالدان بالنصح والخبرة.

  1. كراسة المتابعة :

نظرًا لضيق الوقت وقلة التواجد والمتابعة يمكن عمل كراسة متابعة لكل فرد قادر على الكتابة يحرر فيها الوقت في خانة وتخصيصه في خانة أخرى وتكون بمثابة ديوان أعمال الفرد ثم يطلع عليها الأب ويسجل ملاحظاته وتعليقاته في خانة خاصة و يتطور الأمر مع الكبار في بناء الخطط و تحقيق الأهداف سواء اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية

  1. لقاء البيت التربوي :

وهو يضارع سائر اللقاءات الأخرى إن لم يفقها ويتوافر له ما يتوافر لغيره من مظاهر الإعداد والاستعداد منها: تخصيص وقت وتخصيص مكان والتهيؤ بالملبس المعتاد وعند الخروج لإضفاء الجدية والأهمية ويمكن شغل اللقاء بمثل هذه الفقرات: القرآن: قراءة ما تيسر بخشوع وتدبر مع تصحيح القراءة وتبادل الخواطر والرجوع إلى تفسير ما أشكل إلى معانٍ . و الحديث: قراءة باب مختار من رياض الصالحين مع الشرح الإجمالي ثم حفظ حديث واحد منه. والسيرة: قراءة سيرة المصطفى مع التعليقات المناسبة والخواطر المؤثرة. و بعض قصص الأنبياء و المرسلين و صورة من حياة الصحابة و الفقه وخاصة دراسة فقه الطهارة والصلاة والصيام  ثم الحقوق والواجبات: ونقصد بها أن يعرف كل فرد في الأسرة حقوقه وواجباته وحبذا أن يكلف الفرد بتحضير واجباته فقط ليستشعر مسئوليته منها فيؤديها. أما حقوقه فيحضرها الطرف الآخر للتعامل ويمكن الاستعانة و متابعة القضايا والأحداث وذلك من خلال (نشرة أخبار يكلف بإعدادها من يستطيع من أفراد الأسرة- بحث موجز في قضية من قضايا المسلمين.فقرات للترويح والسمر و التذكر والتأثر. قراءات في مناهج الدعوة و التربية

  1. مهمة الأسرة مجتمعة:

ونعني بها تحديد مهمة يلتقي عليها أفراد الأسرة جميعًا بشكل دوري بما يحقق شغل الأوقات وبذل الطاقات وإذكاء روح التنافس بين الأسرة في الأعمال الصالحة النافعة ومن ذلك: (نظافة المسجد- تعهد أسرة من أصحاب الحقوق و الفضل أوأسرة فقيرة وزيارتها وتقديم العون لها وتوطيد العلاقة معها.

  1. مهمات مع الجيران:

ويمكن أن تتعامل الأسرة مع جيرانها وذلك عن طريق : التزام الوصايا النبوية المذكورة في خصائص البيت المسلم وخصوصًا ما يتعلق بالمحافظة على مشاعرهم، و المشاركة في الأفراح والأحزان ، تبادل الزيارات عموما وفي المناسبات الإسلامية خصوصا ، الحرص على دعوتهم وتعليمهم كما جاء في الحديث مسبقًا، دعوتهم إلى طعامها أو الإهداء إليهم منه أو جلسات الشاي ، الحرص على تقديم القدوة الحسنة في المواقف والتصرفات والمعاملات المختلفة.

  •  حق البيت المسلم على الدعوة :

فلا يكفي أن تسهم الدعوة في قضية البيت المسلم بمثل هذه الرسالة فحسب بل يمكن تقديم المزيد وذلك عن طريق متابعة أحوال البيوت في اللقاء الأسبوعي مع مراعاة الدقة والجدية والتذرع بالصبر والمثابرة حتى يتحقق المقصود إعداد دورات في تربية الأبناء والاقتصاد المنزلي وحقوق وواجبات كل فرد في الأسرة ويمكن استخدام التقنيات الحديثة لتقليل الوقت و الجهد ،عقد لقاءات ومحاضرات للمقبلين على الزواج لتعليمهم الأحكام المتعلقة به وإسداء النصح ونقل التجارب والخبرات، القيام برحلات أسرية لكل مكان على أن تكون مقصورة علينا في مرة ومشتركة مع غيرنا من (جيران ومعارف وأقارب) في مرة أخرى وهكذا. ،

  1. تبادل الزيارات بين أسرنا: وذلك لتعميق الصلات الاجتماعية، وكم نحن بحاجة إلى مثل هذه الزيارات السعيدة للارتقاء بمستوى الإخوان وتوطيد دعائم بيوتنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.

اللهم أسس بيوتنا على شريعتك و عمرها بطاعتك و طاعة نبيك و املاأها مودة و رحمة و ألف بينهم و انزع الشيطان من بينهم و اجعلها رياضا تغشاها الملائكة و تتنزل عليها الرحمات وربي لنا أبناءنا واكتبنا من عبادك الصالحين