طالبت الخارجية الإيطالية، أمس سلطات الانقلاب بمحاسبة قتلة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، وإطلاق سراح الناشط الحقوقي باتريك زكي، حيث دعا وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، القاهرة، إلى إظهار الحقيقة بشأن ملابسات ما وصفه بالقتل الوحشي لريجيني، وتقديم المتورطين المسئولين عن تلك الجريمة إلى العدالة.

جاء ذلك في كلمة للوزير الإيطالي أمام الدورة الـ46 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والتي عُقدت عبر الفيديو في ظل جائحة كورونا.

دي مايو قال: "اسمحوا لي أن أعرب عن قلقي العميق إزاء الوضع الحرج للمدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين في مختلف مناطق العالم. وأود أن أشير إلى باتريك زكي الطالب الشاب، الذي ما زال معتقلاً ظلماً في مصر. ونحن نطالب السلطات المصرية بإطلاق سراحه"، داعياً حكومة الانقلاب إلى ضمان الاحترام الكامل للحقوق والحريات المنصوص عليها في دستورها، ومعالجة جميع حالات الإخفاء القسري.

كانت سلطات الانقلاب قد اعتقلت في 7 فبراير 2020 الباحث في "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" باتريك جورج زكي لدى عودته من إيطاليا إلى القاهرة، في تصعيد وصفته منظمات حقوقية بالخطير ضد نشطاء ومنظمات حقوق الإنسان.

حيث احتجز جهاز الأمن الوطني جورج بمعزل عن العالم الخارجي لنحو 24 ساعة وعذّبه، بما يشمل الصعق بالكهرباء. ووُضع في مركزَي احتجاز غير رسميَّين تابعين للأمن الوطني، في مدينتي القاهرة والمنصورة، إذ استجوبه المحققون بشكل موسع حول نشاطه وعمل المبادرة المصرية، وفقاً لبيان أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش.

فيما أعلنت النيابة العامة في مصر نهاية 2020 إغلاق قضية ريجيني، وعدم إقامة دعوى جنائية، وقالت روما إنها ستحاكم المتورّطين غيابياً، وستكشف تلك المحاكمة حقائق "صادمة"، وفقاً لتصريحات سابقة قالها رئيس الوزراء الإيطالي، إذ إنه قبل نحو شهر تمت إحالة قضية ريجيني لإحدى المحاكم الإيطالية بعدما وجهت النيابة العامة في روما لائحة اتهام ضد 4 ضباط من الأمن المصري لمحاكمتهم بتهم تشمل الاختطاف والتعذيب والقتل العمد لريجيني.

رغم العمل المشترك السابق بين المحققين الإيطاليين والمصريين خلال الأعوام الماضية، فإن مصادر قضائية إيطالية أكدت أن روما كانت تشعر بالإحباط بسبب بطء وتيرة تطورات التحقيق في مصر، ولذلك قررت المضي قدماً في مسار وحدها في محاولة لدفع الأمور للأمام.

جدير بالذكر أن روما تطالب الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على مسئولين مصريين متورطين في قضية ريجيني، ومراجعة علاقاته مع القاهرة.

يشار إلى أن الإيطالي ريجيني (26 عاماً) هو طالب دراسات عليا في جامعة كامبريدج، وكان يجري بحثاً في القاهرة لنيل درجة الدكتوراه، ثم اختفى لتسعة أيام، وبعدها عُثر على جثته وعليها آثار تعذيب، في فبراير 2016. عقب العثور على جثة ريجيني، توترت العلاقات بين القاهرة وروما بشكل حاد، خاصة في ظل اتهام وسائل إعلام إيطالية لأجهزة الأمن المصرية بالضلوع في تعذيبه وقتله، وهو ما نفته القاهرة مراراً.