تشهد مدينة عدن، العاصمة المؤقتة، جنوبي اليمن، مساء الثلاثاء، احتجاجات ليلية واسعة، رافضة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، وتردي الخدمات والأوضاع المعيشية، رغم حالات القمع التي يتعرض لها المحتجون.

ولليوم الثاني، خرج المئات من أبناء عدن، في مظاهرات غاضبة، اتسعت رقعتها لتشمل أحياء ومديريات أخرى بعدما اندلعت مساء الإثنين في حي كريتر وسط عدن.

وعلى الرغم من الانتشار الكثيف للتشكيلات الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي، إلا أن السكان المحليين، احتشدوا في شوارع رئيسية في خور مكسر والمعلا والمنصورة والشيخ عثمان، شرق وشمال العاصمة المؤقتة للبلاد.

وأفادت مصادر محلية أن التشكيلات الأمنية التابعة للانتقالي، أطلقت الرصاص الحي في الهواء لمحاولة تفريق متظاهرين غاضبين في أحياء متفرقة من المدينة.

وقالت إن متظاهرين قاموا بقطع الطرقات ومنع حركة السير وإحراق الإطارات القديمة في الشوارع الرئيسية لمناطق عدن، رفضا للمجلس وقواته التي تحكم المدينة بالحديد والنار، في ظل فشله في تحسين الظروف المعيشية والخدمية للمواطنين منذ سيطرته عليها في العام 2019.

وتأتي الاحتجاجات وفقا للمصادر، ردا على تدهور الوضع المعيشي وانهيار صرف العملة المحلية مجددا،  وما رافق ذلك، من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية وانقطاع التيار الكهربائي هناك.

وأشار أحد المصادر إلى أن متظاهرين غاضبين، أغلقوا محلات بيع العملة في عدن، ردا على انهيار سعر الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية.

ومجددا، سجل الريال اليمني هبوطا حادا أمام الدولار بعدما تجاوزت قيمته حاجز الألف ريال لكل دولار أمريكي، اليوم الثلاثاء. 

وبحسب المصدر فإن 7 متظاهرين أصيبوا برصاص قوات الانتقالي، التي تحاول إخماد الاحتجاجات المناهضة له، تزامنا مع اتساعها في مناطق أخرى بعدن.

كما لفت إلى أن حملة اعتقالات واسعة، نفذتها التشكيلات الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي، طاولت العشرات من الشباب المحتجين في عدن. 

فيما ذكر مصدر ثان أن محتجين هتفوا، لليلة الثانية، بهتافات تطالب المجلس الانفصالي، بالرحيل عن عدن.

ومن الهتافات التي ارتفعت بها صيحات المحتجين: "يا عدني صحي النوم.. لا ضليعة بعد اليوم"، في إشارة منهم إلى قيادات الانتقالي المنتمية لمحافظة الضالع، شمالي عدن، وهي المحافظة التي يتحدر منها عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس، وقيادات قواته الأمنية المنتشرة في المدينة.

ويواجه المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي، غضب الشارع الجنوبي، جراء تدهور الخدمات ومنها "التيار الكهربائي"، إذ وصلت ساعات الانقطاع إلى 11 ساعة، بعد رفض السعودية تزويد محطات التوليد بالوقود الممنوحة منها، بسبب الاختلالات الموجودة في الإيرادات والفاقد، جراء عدم تسديد فواتير تكلفة الكهرباء وزيادة رسوم التحصيل من قبل المجلس.

وفي السياق ذاته، شهدت مدن مختلفة في محافظة حضرموت، شرق البلاد، احتجاجات غاضبة على تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية وتردي الخدمات الأساسية.

وخرج محتجون غاضبون في مدينة المكلا، كبرى مدن حضرموت، ومدينة الشحر الساحلية، ومدينة تريم، في وادي حضرموت، احتجاجا على حالة التردي المستمر للخدمات والأوضاع الاقتصادية في البلاد. 

ويشهد اليمن أوضاعا إنسانية صعبة، جراء استمرار الحرب التي تقودها السعودية منذ سنوات، وغياب السلطات اليمنية عن المناطق المحررة، وتآكل شرعيتها لمصلحة كيانات موازية، وسط اتهامات للتحالف بقيادة الرياض، بدعمها ومنع عودة الحكومة المعترف بها المقيمة في أراضيها، لتمارس مهامها في الداخل اليمني.