بين السخرية والامتعاض أعرب ناشطون ومراقبون عن خيبة أملهم مما وصل إليه حال التعليم في مصر، بما أكدته الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها أولياء الأمور لمختلف المدارس في مصر وكشفت إهمالا جسيما وتعمد تجهيل من قبل حكومة الانقلاب للمصريين بقصر الإنفاق على الوسائل التعليمية زيادة عدد المدارس لتقليل كثافة الفصول وتعويض خروج نحو 300 ألف معلم من العمل دون تعويض بعدما خرجوا لأسباب تتعلق بالمعاش والوفاة.
الكوميديا السوداء أن منصات مستقلة تحدثت عن الصور ومقاطع الفيديو التي يلتقطها محافظو الانقلاب فتظهر بها مدراس نظيفة، وفصول قليلة الكثافة، والتزام بزي مدرسي موحد، وطابور وتحية علم، اتضح أنها لزوم التصوير، ولكنه التصوير الذي لا ترغب وزارة التعليم  في عهد الانقلاب بمنعه، على حد رأي الناشطين.

فمنصة "قناة صوت البحيرة" أعتبرت أن هذا الحدث "المهزله تستحق التحقيق" وخاطبت المحافظ قائلة : "يامعالى المحافظ قبل حضرتك ماتوصل المدرسه اخدوا نص الفصل حبسوه فى المعمل علشان حضرتك تتصور فيه وهو بالشكل ده....  يامعالى المحافظ مفيش فصل فى اى مدرسه بالشكل اللى حضرتك متصور بيه ده... مفيش فصل فيه تلميذ واحد او تلميذه فى كل تخته... لو حضرتك صدقت اللى شفته ده تبقى كارثه ولو حضرتك مش مصدقنى اسأل كل اولياء الامور او انا حصور لحضرتك وابعت لك....".

قائمة الممنوعات
وعلق الكاتب الصحفي قطب العربي عبر فيسبوك قائلا: "قائمة الممنوعات تزداد واحدا.. منع تصوير المدارس والمديريات والهيئات التعليمية.. سياسة التعتيم الإعلامي ستتواصل وتتزايد خلال الأيام المقبلة".
وساخرا قال عبد الرزاق جاهين: "يجب منع استيراد اي موبايل به كاميرا او استيراد اي كاميرا سواء لتصوير الفيديو او التصوير الفوتوغرافي... ومنع تحميل مقاطع الفيديو والصور علي مواقع التواصل او نشرها او تداولها او مشاهدتها وتجريم كل ذلك قانونا واقتصارها علي المشاهدالفنية الراقصة والرياضية التي لا تحتوي علي مضمون او فكر هادف او مفيد والاكتفاء فقط بالهيافة والخلاعة والوضاعة والبعد عما يهم المواطن او يمس مسئول .. جمهورية البنانا (الموز)".

أما ولي أمر طلاب في مراحل التعليم المختلفة محمود جابر فكتب "وزير التعليم بيقول الفصل الواحد بيتكلف نصف مليون جنية .. والعجز ٢٥٠ ألف فصل يعني محتاج ١٢٥ مليار جنيه فصول بس .. تحس ان اللي بيتكلم أهبل واللي بيستمع مغفل".

نصائح للتصوير
وعن حوار عمرو أديب مع وزير تعليم الانقلاب، علق الصحفي محمد جمال عرفة قائلا: "عمرو اديب بيسأل وزير التعليم عن فشله متجسدا في صورة «جلوس الطلاب على الأرض» بأحد المدارسة فرد قائلا: حد دفع فلوس عشان الصورة دي تطلع وتبث عبر الفضائيات والصحف؟ وحلينا المشكلة في 8 ساعات وجبنا ديسكات يقعد عليها الطلاب؟".
وأضاف "الوزير عارف أن في مشكلة في التعليم أكبر من منظر الطلاب البائس وهم يجلسون علي الارض.ونقص في المدرسين وقلة في عدد المدارس".
وأردف "وأولياء أمور الطلاب عمالين ينشروا علي السوشيال كل يوم مشاكل ابناءهم في المدارس يعني مطلوب انفاق أكتر علي التعليم وبناء مدارس أكثر وتعيين مدرسين أكثر .. يبقي ليه بيعلق الفشل علي نشر صورة واحدة وأكيد هناك صور كثيرة غيرها لم تنال حظها من النشر في وسائل الاعلام.. وبعدين ما ده دور الصحافة إنها تنشر شكاوي الناس عشان المسئول يتحرك".
ونصح الصحفي حازم غراب أولياء الأمور بالتغلب على القرار الهزيل لوزارة التعليم في عهد الانقلاب بالنصيحة التالية "الكاميرات المتناهية الصغر لأجل التصوير سرا تباع علانية على قارعة كل مواقع البيع أونلاين".