نعى كل من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والحزب الإسلامي في العراق المفكر الإسلامي والمربي الفاضل د.نعمان السامرائي، أول رئيس للحزب السني الأكبر، والمنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين بالعراق، عن عمر ناهز، 86 عاما.
نعي "الاتحاد"

وقال بيان صدر عن الاتحاد العالمي لعلماء  المسلمين، الجمعة، بتوقيع أمينه العام د. علي القرة داغي ورئيسه الشيخ د.أحمد الريسوني : "تلقينا بقلوب مفعمة بالرضا بقضاء الله وقدره نبأ وفاة المفكر والمربي الفاضل  الاستاذ الدكتور نعمان السامرائي  أول رئيس للحزب الإسلامي العراقي عن عمر يناهز 86 عاماً، قضاها في ساحات الدعوة إلى الله، والعمل الجامعي، والحزبي".

وأضاف أن الراحل كان "نموذجاً للشخصية الإسلامية الفاعلة، وفارساً لا يجارى في ميادين العلم والمعرفة والدعوة، فهو أكاديمي متميز، وعالم رصين".
وأشار إلى أنه برحيله "فقدت الأمة الإسلامية مربياً ومفكراً من مفكريها المخلصين الأفاضل نسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويدخله جنة الفردوس، ويحشره مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان إنه نعم المولى ونعم المجيب".
ولفت البيان إلى أن الدكتور السامرائي كان "يهتم بالثقافة الحديثة التي تهتم بالواقع والحاضر، ومصادر ثقافته متنوعة فهو أديب ومؤرخ وفقيه وداعية" وأنه "ترك وراءه عشرات المؤلفات القيمة، وآلاف المنتمين إلى تنظيم الحزب الإسلامي العراقي، ومئات الطلبة الذين هم اليوم يحملون اليوم فكره ومشروعه الإصلاحي الوطني".

سيرته الذاتية
وفي إطار نعي "الحزب الإسلامي العراقي" للفقيد الراحل نشر أجزاء من سيرته رحمه الله وتحدث عن نشاطه السياسي وأنه بدأ مع "بداية العام الدراسي الأول له في كلية الشريعة عام 1947، شارك في المظاهرات التي كان يقودها الشيخ محمد محمود الصواف العائد لتوه من الأزهر أستاذاً في كلية الشريعة نصرة لقضية فلسطين فتحولت كلية الشريعة إلى محرض وقائد للمظاهرات من طلبة الكليات الأخرى في بغداد، وتواصلت المظاهرات حتى تعطلت الدراسة، وكان أمرا جديداً أن يرى العراقيون شيخاً يقود المظاهرات ويخطب يومياً. شارك في المظاهرات التي كان يعد لها الطلبة في الأقسام الداخلية وتعرض للاعتقال عدة مرات".
وعن رحلته الدعوية قال "الحزب" إنه  "التحق بجمعية الأخوة الإسلامية التي أجيزت عام 1949 والتي كان المراقب العام لها الشيخ محمد محمود الصواف.. في عام 1960 قدم السيد نعمان عبد الرزاق السامرائي، طلبا إلى وزارة الداخلية لتأسيس حزب سياسي باسم (الحزب الإسلامي العراقي) لكن وزارة الداخلية رفضت الطلب بقرارها المرقم ش / ج / 914 في 27/3/1960، فميز السيد نعمان السامرائي القرار المذكور لدى محكمة التمييز، فأحيلت الدعوى إليها لإجراء التدقيقات التمييزية عليها وبعد التدقيق والمداولة، وجد من محاضر التحقيق المرفوعة من الجهات المختصة انه ليس هناك مانع بقدر ما يتعلق الامر بتلك الجهات من منح الأعضاء المؤسسين اجازة. وقد صدرت موافقة محكمة التمييز على تأسيسه في 26 / 4 / 1960".
وأضاف أنهم "أعلنوا تشكيل الحزب الإسلامي العراقي، وعقد مؤتمره الأول في 29 تموز 1960. حيث انتخب المؤتمر اللجنة المركزية (المكتب السياسي) للحزب الإسلامي العراقي، وفاز نعمان عبد الرزاق السامرائي برئاسة الحزب، والشيخ إبراهيم منير المدرس بمنصب نائب الرئيس وعضوية كل من : فليح حسن السامرائي والمحامي فاضل دولان والشيخ عبد الجليل الهيتي ونظام الدين عبد الحميد وسليمان محمد امين القابلي والشيخ طه جابر العلواني ووليد الأعظمي والمحامي عبد المجيد ذهيبة".
مولده ونشأته ودراسته
وولد رحمه الله في مدينة سامراء القريبة من بغداد في  العراق عام 1935 ، وتأثر بأحد المشايخ الذين يقصون عليهم مقامات الحريري، فكان أول كتاب اشتراه هو مقامات الحريري، ابتدأت طفولته (بالكُتاب) فتعلم القرآن الكريم، وختمه وكان عمره خمس سنوات، درس في كلية الشريعة، وكان من الدفعة الأولى فيها بداية مع العام الدراسي (1947)، وتخرج فيها عام 1952م .ثم نال درجة الماجستير في كلية الشريعة في بغداد عن رسالته بعنوان (أحكام المرتد في الشريعة الإسلامية : دراسة مقارنة. ثم حصل على الدكتوراه في العلوم الإسلامية من جامعة القاهرة 1392هـ - 1972 م. بأطروحته الموسومة "تصرفات المريض مرض الموت في الشريعة والقانون".

ولفت مترجمون إلى أن رسالة الماجستير التي حصل عليها في كلية الشريعة وكان المشرف عليها أحد اساتذة الكلية من مصر الشيخ محمد عبد الرحيم الكشكي، وقد وافقت جامعة بغداد على طبع ونشر الرسالة على نفقتها. وبعدها حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية من جامعة القاهرة عام 1392هـ - 1972 م. بأطروحته الموسومة: تصرفات المريض مرض الموت في الشريعة والقانون.

القاهرة بغداد

وقدم الدكتور نعمان السامرائي للدكتوراه في جامعة القاهرة، عام 1388هـ - 1968 م، وفي طريق عودته إلى بغداد عن طريق بيروت، وبينما كان في طريقه من بيروت لدمشق سمع من السيارة ان انقلاباً قد وقع في بغداد، وأن حزب البعث كان وراءه، فقرر العودة فوراً والحصول على عمل خارج العراق بأي ثمن؛ إذ لا مستقبل في العراق، وما أن وصل إلى بغداد حتى راح يعمل بسرعة فحصل على فرصة عمل في المملكة العربية السعودية وبأقصى سرعة أنجز (الانتداب) وسافر مسرعاً، وبعد وصوله الرياض في أواخر عام 1388هـ وصلته رسالة مع مسافر من أهله تقول: قد وضع اسمك في القائمة (السوداء)، وأنت ممنوع من السفر فانتبه لذلك، ومع نهاية العام طلبت وزارة التعليم العراقية إنهاء عقده وعودته بسرعة إلى كلية الشريعة، حيث كان (معيداً) ولكنه قرر ألاّ يستجيب وأبقى عمله في الرياض ويقول: لو ظللت باقياً في العراق لكنت إما مسجوناً أو ميتاً.

الأعمال الوظيفية

أشتغل في مهنة التعليم، ومارس التعليم في العراق في مدن الفيصلية (وهي قضاء المشخاب حاليا التي تقع بين النجف والديوانية) ثم انتقل إلى الفلوجة وبعدها إلى الكوت.

شغل منصب مدير ثانوية سامراء.

عمل في التدريس في الجامعات السعودية من عام 1388هـ إلى عام 1422هـ.

عمل في التدريس في كلية الشرطة لمدة 8 سنوات.

عمل في التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود لمدة 11 سنة.

عمل في التدريس في جامعة الملك سعود لمدة 14 سنة.


مؤلفاته

ألف وكتب العديد من المؤلفات طبع منها 20 مؤلف ومن ضمنها التالي:

1.  مباحث في الثقافة الإسلامية.

2.  من قضايا الحضارة المعاصرة العلاقة بين العلم والدين.

3.  الفكر العربي والفكر الاستشراقي بين محمد أركون وادوارد سعيد.

4.  قراءة في كتاب إظهار الإسلام لروجيه دوباسكويه.

5.  تفسير التاريخ.

6.  مباحث في التفسير الإسلامي للتاريخ.

7.  أضواء على تفسير التاريخ.

8.  اليهود والتحالف مع الاقوياء.

9.  التكفير جذوره، أسبابه، مبرراته.

10.  التوراة بين فقدان الاصل وتناقص النص.

11.  الماسونية واليهود والتوراة.

12.  التكفير قديما وحديثا.

13.  أحكام المرتد في الشريعة الإسلامية.

14.  أحكام القذف وموانع القصاص.

15.  العقوبات في الشريعة أهدافها ومسالكها.

16.  تصرفات المريض مرض الموت في الشريعة والقانون.

17.  في الحضارة وإمراضها والتقدم والتخلف.

18.  إسرائيل الخطر والمخادعة.

19.  في المعرفة والثقافة والقيم.

20.  النظام السياسي في الإسلام.

21.  قراءة في النظام العالمي الجديد.

22.  في أعماق التجربة اليابانية.

23.  مطابخ الكره والعنصرية.

24.  أمريكا والعراق. طبع في 350 صفحة.

25.  قراءة في كتاب إظهار الأسلام.

26.  الصحوة الإسلامية.

27.  الثوابت والمتغيرات.

28.  النقد الذاتي.

(المشاركات والخبرات العلمية)

-عضو مؤسس لجمعية الكتاب والمؤلفين العراقية 1963 هـ.

-عضو جمعية التربية الإسلامية في العراق1963هـ.

-عضو مؤسس لكلية الدراسات الإسلامية 1964هـ.

-عضو مشارك في مؤتمر الأدباء العرب ببغداد 1965 هـ.

-عضو مشارك في مؤتمرات الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وعضو لجنة تأصيل العلوم فيها

-عضو مشارك في اختيار الفائزين لجائزة آل بصير 1404هـ.

-المساهمة في الموسوعة الفقهية الكويتية.

-المساهمة في موسوعة الكتاب العالمي

-المساهمة في موسوعة دار الإيمان بجدة.

-تدريس عدة دورات للمحاسبين القانونين بالرياض.

-عضو اللجنة الفرعية لجائزة الأمير نايف العالمية

-مقدم برنامج في إذاعة الرياض والقرآن الكريم.

-المساهمة في التعريف بالإسلام.

- أشتغل في تدريس (الثقافة الإسلامية) بجامعة الإمام محمد بن سعود.