الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ...
قال تعالى:"وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" ( البقرة 281 ).
في الوقت الذي تتزايد فيه معاناة أبناء ومنتسبي جماعة "الإخوان المسلمون " في مصر، من ملاحقات ظالمة واعتقالات تعسفية وقتل بالإهمال الطبي،داخل المعتقلات، وإخفاء قسري ومعاناة لأسر الشهداء والمعتقلين.. في هذا الوقت نجد نفرا من إخواننا – غفر الله لنا ولهم – يحاولون تجاوز الجماعة اﻷم  في مصر، ويبذلون جهودا حثيثة ليفرضوا عليها قيادة غير شرعية،على غير إرادة مؤسسات الجماعة المعتمدة وخلافا لكل الأعراف واللوائح المرعية، بل واﻷخطر من ذلك يبذلون محاولات حثيثة لتمزيق هذا الجسد الذي يقف صامدا في وجه الظلم ، محافظا على الدعوة وثوابتها، وأنى لهم أن يصلوا لهذا ، فالله خير حافظا.
ونقول لهؤلاء: لقد اجتمعت على إخوانكم معاناة الظلم ومكابدة القهر داخل السجون وخارجها، مع المعاناة التي يشعر بها كل الشعب المصري من أوضاع اقتصادية كارثية خلفتها سياسات فاشلة في ظل منظومة من الفساد والاستبداد، فلا تزيدوا معاناة إخوانكم بجرعات أخرى من الظلم لا يمكنهم  السكوت عنها، وذلك بتجاوز إرادتهم.
     "فظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع الحسام المهند"
إننا نناشد إخواننا الذين يسعون إلى الالتفاف على قيادة الجماعة التي تم اختيارها وفقا لنظمها ولوائحها المتبعة - بما لنا عليهم من حق- أن يتقوا الله وأن يصرفوا أوقاتهم وجهدهم فيما يفيد القضية المصرية، وأن يعودوا إلى جماعتهم أو أن يحافظوا على حبال الود قائمة لا تنقطع حتى يأذن الله وتنفرج الغمة وتعود إلى الوطن حريته وإلى الجماعة لحمتها وإلى الصف وحدته.
إن إخوانكم في إدارة جماعة " الإخوان المسلمون " في الداخل والخارج يؤكدون أنهم رغم قسوة ما تعانيه الجماعة، سيظلون مستمسكين  بالحق ولن يبرحوه، وسيظلون محتفظين بثوابتها وأصول دعوتها ووحدة صفها خلف قيادة واحدة شرعية تم اختيارها وفقا لنظم عمل الجماعة المستقرة ولوائحها.
كما يؤكدون أن كل المحاولات التي بذلت - ومازالت تبذل - لصرف الجماعة عن أهدافها وأولوياتها، من خلال تشكيل كيانات موازية وغير شرعية وفرض أشخاص على رأسها، بالمخالفة الصريحة لنظم الجماعة وأعرافها ولوائحها، هي والعدم سواء ولا محل لها عند جموع الإخوان في الداخل والخارج.
وإننا إذ نناشد إخواننا، الذين لم يلتزموا بقرارات مجلس الشورى العام، مراجعة أنفسهم والوقوف صفا واحدا مع إخوانهم، لنسأل الله عودة كريمة لكل من تجاوز إخوانه وأغمض عينيه عن الحقائق الواضحة، أملا فى أن تتوحد جهود الجميع وأن يعود للحق من خالفه، وحينها يرقب الجميع نصرا عزيزا يتنزل على قلوب صادقة وصف موحد.
" ..وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” ( الروم4-6) .
والله أكبر ولله الحمد
جماعة "الإخوان المسلمون" – مصر
الثلاثاء: 26 جمادي الأولي 1444 هـ، الموافق  20 ديسمبر 2022 م