﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾.[ آل عمران: 200]  

في جريمة جديدة تضاف إلى جرائم سلطة الانقلاب و سجله الأسود، وفي سياق محاولات مستمرة لإرهاب الشعب المصري، أصدرت اليوم الإثنين، 22 مايو 2023م، محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ المنعقدة بمجمع بدر، قراراً بإحالة فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع وسبعة آخرين من قيادات الجماعة ورافضي الانقلاب إلى المفتي، تمهيداً لصدور أحكام إعدام بحقهم، فيما يعرف بقضية " أحداث المنصة" والتي تم تلفيقها لهؤلاء الأحرار، رغم أنها مذبحة قامت بها أجهزة الأمن وارتقى خلالها أكثر من 150 شهيدا، أثناء اعتصام رابعة، وبعد يوم واحد من تمثيلية التفويض.
إن محاولة سلطة الانقلاب التصعيد خلال الفترة الأخيرة، من خلال التوسع في الاعتقالات والقتل الممنهج داخل الزنازين ومنع العلاج عن المعتقلين، بالإضافة إلى استدعاء قضايا قديمة لإصدار أحكام قاسية كان آخرها الحكم بالمؤبد على عدد من الإعلاميين، كل ذلك لن يرهب الأحرار، بل يؤكد حالة الارتباك التي تعاني منها سلطة الانقلاب تحت وطأة الفشل التام في إحداث أي حالة نجاح في إدارة الدولة، خاصة ما وصلت له الأوضاع المعيشية من تردي، نتيجة الانهيار الاقتصادي الذي تزداد حدته يوماً بعد يوم.. 
إننا نؤكد أن هذه الأحكام، وتلك الممارسات الإجرامية، لن تزيد الجماعة إلا تمسكاً بالحق وثباتاً على المبدأ، ولن تؤثر على مواقف الجماعة أو قيادتها الصامدة، بل تزيدها يقيناً بقرب انبلاج الفجر  وزوال هذه الحقبة السوداء من تاريخ مصر.
وسوف يأتي - بحول الله - الوقت الذي يحاسب فيه كل من شارك في هذه الجرائم على انحرافه عن مقتضيات العدل والإنصاف، وحينها ستتم المحاكمات في أجواء من الشفافية والعدالة؛ لينال كل مجرم جزاء ما أجرم، وكل مشارك بما جنت يداه. 
" ..وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227) الشعراء

والله أكبر ولله الحمد 
أ.د محمود حسين  
القائم بعمل المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون"
الإثنين ٢ ذو القعدة ١٤٤٤ه‍؛ الموافق ٢٢ مايو ٢٠٢٣م