- وفد أجنبي من العلماء استنكر اعتقاله وغادر مصر فورًا

- د. خالد عودة يخطط لمشروعٍ علمي كبير لحماية الدلتا من الغرق

 

حوار- سالي مشالي

تبحث الدول والشعوب وتنقب عن العلماء والشخصيات الرائدة عبر تاريخها التي تباهي بهم الأمم، حتى إنها تضع صورهم على عملاتها وتُدِّرس سيرهم الذاتية لأبنائها، ولكن في مصر يكون تكريم العلماء باعتقالهم وحبسهم بتهمٍ مختلفة أهمها أنهم يفكرون!!

 

ولم يخرج د. خالد عودة- أستاذ الجيولوجيا بجامعة أسيوط- والمتخصص في علم طبقات الأرض والحفريات، عن هذا السيناريو القومي؛ حيث قامت الأجهزة الأمنية باعتقاله أثناء وجوده مع وفد علمي عالمي، حارب كثيرًا ليحقق من خلاله ما يميز مصر علميًّا على مستوى العالم، فتم اختطافه من وسط العلماء وأثناء قيامه بواجبه في خدمة العلم والوطن، ويبدو أن أهم أخطائه تكمن في أنه لم يحمل حقائبه وكتبه وعلمه ويغادر هذا الوطن إلى بلدٍ آخر يحترم العلم والعلماء، ويُوفِّر لهم الإمكانات ليسهموا في رفع مستوى البلد المضيف، بل إنَّ الرجلَ لم يكتفِ بالعمل الأكاديمي وحاول استثمار أمواله الخاصة والتي جمعها من سنوات الغربة في الإعارةِ هو وزوجته الأستاذة الجامعية، ولم يسعَ للتجارةِ في الاستيراد والتصدير المشبوه أو ترويج المواد الاستهلاكية، وإنما بذل جهده للمشاركة في مشروعات إنتاجية وخدمية (كمصنع البلاستيك، والطوب، والكساء الشعبي)، وسعى من خلالها لتوفير فرص عملٍ للعاطلين، كما حرص على إقامة هذه المشروعات في صعيد مصر المنسي والبعيد عن كل أنواع التنمية، ولكن ناله ما ينال الشرفاء في هذا الوطن فتعرَّض لمضايقاتٍ شتى اضطرته لإيقاف العمل في أغلب هذه المشروعات، وإذ نعتذر للدكتور عودة عمَّا أصابه ونعتذر عن قلةِ حيلتنا في الدفاع عنه ولا نملك هنا ما نقدمه سوى هذه السطور:

 

الدكتور خالد عودة من مواليد الزقازيق عام 1944م، ويبلغ من العمر 63 سنةً، حصل على بكالوريوس العلوم بتقدير امتياز في العام 1964م، ثم درجة الماجستير في الجيولوجيا سنة 1968م، والدكتوراة 1971م وهو عضو في عدة جمعيات علمية منها: الجمعية الجيولوجية المصرية، والجمعية الجيولوجية الأفريقية، والجمعية المصرية للحفريات، والجمعية الدولية للاستراتجراف.

 

وشارك في عدة مشروعات دولية منها: المشروع الدولي للحفريات الدقيقة، وكعضو في الفريق الدولي للباليوسين- الأيوسين المنبثق من اللجنة الدولية لعلوم الأرض، ورأس الفريق الجيولوجي المصري في المشروعات العلمية الدولية المشتركة في جنوب مصر، وكان الباحث المصري الرئيسي للمشروع العلمي الأمريكي- المصري المشترك على جيولوجية جنوب وادي النيل.

 

ومثَّل مصر رسميًّا في الفريق المصري- الدولي المشكل من جامعات أمريكا وأوروبا وأسيوط عام 2005م، لحماية آثار وادي الملوك غرب الأقصر تحت رعاية الهيئة المصرية العامة للآثار، ومثلها في اللجنة الدولية لتطوير علم الطبقات التاريخي، واللجنة الدولية لنشر علوم الحفريات الدقيقة.

 

سجل الإنجازات

له 35 بحثًا منشورًا في الدوريات الأجنبية والمحلية، وأشرف على 11 رسالةً للدكتوراة والماجستير، كما أنه ألقى بحوثًا ومحاضرات عامة في أكثر من 35 مؤتمرًا دوليًّا ومحليًّا منها مؤتمرين دوليين تحت رئاسته.

 

وقام بإنشاء المتحف الجيولوجي بقسم الجيولوجيا بقنا بمجهودٍ فردي عام 1973م، ونال شهادة تقدير من الجامعة عن هذا المجهود.

 

ويشرف د. عودة على المتحف الجيولوجي بجامعة أسيوط منذ عام 1978م، وحتى الآن، وشارك في كثير من مشروعات التنمية الاقتصادية لمحافظة أسيوط منذ عام 1980م، وإلى الآن.

 

من أهم إنجازاته العلمية:

• اكتشاف رواسب البليوسين البحرية لأول مرة بمصر، عام 1998م.

• اكتشاف رواسب الأوليجوسين المتأخر (الطابق الثاني) البحرية برمال الصحراء الغربية عام 1993م.