تقدَّم فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين والدكتور محمود عزت نائب المرشد العام؛ المئات من محبي وتلاميذ الشيخ الراحل عبد المنعم تعيلب أحد الرعيل الأول لجماعة الإخوان، في العزاء الذي أُقيم مساء أمس بمسجد جمال الدين الأفغاني بمصر الجديدة.

 

وشارك في تقديم واجب العزاء الدكتور محمد مرسي والدكتور عصام العريان عضوا مكتب الإرشاد والمتحدثان الإعلاميان للجماعة، وشارك من قيادات الإخوان بالقاهرة الدكتور حسام أبو بكر، وحمدي إبراهيم، والدكتور محيي الدين الزايط، ود. أسامة رسلان الأمين العام لنقابة الأطباء، وم. ممدوح الحسيني، والنائب عصام مختار عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين.

 

كما شارك في العزاء الحاج جودة شعبان أحد الرعيل الأول للإخوان، والدكتور إبراهيم الزعفراني الأمين العام للجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب، والدكتور ضياء فرحات، والدكتور صلاح الدسوقي، والمهندس عاصم شلبي الأمين العام لاتحاد الناشرين المصريين، والدكتور أحمد رامي أمين صندوق نقابة الصيادلة، ومحمد عصمت السادات وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية "تحت التأسيس"، والمهندس يحيى حسين منسق حركة "لا لبيع مصر".

 الصورة غير متاحة

د. محمود عزت يقدم واجب العزاء لأسرة الشيخ الراحل

 

وفي كلمته، أثنى الأستاذ عاكف على الفقيد الراحل، قائلاً: "لقد رحل عن دنيانا العالم الجليل والفارس المجاهد والمربي الصادق، بعد أن ترك فيها الأثر الخالد الذي لا يُنسى، فنحسبه ممن قِيل فيه قوله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)﴾ (الأحزاب).

 

وأضاف: "إذا تحدَّثنا عن العلم أرى الراحل أمامي، وإذا تحدثنا عن العمل الدءوب رأيته نصب عيني لا يمل عن الجهاد والدعوة والعمل"، داعيًا الله عزَّ وجلَّ أن يتقبله في الصالحين، وأن نلتقيه على سرر متقابلين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

 

وقدَّم الدكتور محمد مرسي لأسرة وتلامذة ومحبي الشيخ تعيلب في مصر والعالم بالغ التعازي، نيابةً عن فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الذي يؤدي شعائر العمرة في بيت الله الحرام.

 

 الصورة غير متاحة

د. مرسي أثناء كلمته في العزاء

وأوضح د. مرسي أن الفقيد رحمه الله تعالى كان مثالاً يُحتذى به في جمع القلوب؛ حيث كانت له علاقة عظيمة مع كتاب الله تعالى وتفسيره، مؤكدًا أنه نتاج مدرسة الإمام الشهيد حسن البنا إمام الجيل ومجدد دعوة الإسلام الوسطية السمحاء، كما كانت دائمًا على درب الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

وأشار إلى أنه رحمة ومثال وقدوة ونموذج لما قدَّمه الإمام البنا في تربية الرجال وصناعة القدوات، وربَّاهم على أن يكونوا كالبنيان المرصوص، مؤكدًا أن مدرسة البنا تخرَّج فيها الرجال الذين أخذوا بزمام الأمر بجدٍّ، مضيفًا أن هذا النموذج العملي الوسطي الشمولي في تطبيق الإسلام، والذي لم ينحرف أبدًا عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ هو معيار نهضة الأمة الإسلامية وخروجها من كبوتها.

 

وتابع د. مرسي: "هذه المدرسة التي ربَّت الرجال الذين وقفوا في وجه الباطل وطغيانه وظلمه وقهره، وعانوا في غيابات السجون صابرين محتسبين، همهم أن يرفعوا راية الحق، مستمرين في جهادهم الدعوي والعلمي، يحملون رسالة الإسلام وفكر الإخوان، نحسبهم أنهم قد بلَّغوا، وندعو الله تعالى أن يجزيهم خيرًا عن هذه الدعوة".

 

وأضاف أن الشيخ الراحل كان دائمًا يقول: إن هذه أمة يجب أن تعود إلى صحيح قرآنها وسنتها وقيمها وأخلاقها وآدابها وشموليتها حتى تنقذ العالم والبشرية من ظلام الطغيان والظلم والفساد، داعيًا أن يكون أبناؤه في الدعوة الإسلامية وتلامذته في الأزهر في مصر والعالم كله خير خلف لخير سلف.

 

 الصورة غير متاحة

د. عصام العريان يتحدث في العزاء

وقال الدكتور عصام العريان: "لقد قدَّم الفقيد من حياته لآخرته، فكان العالم الجليل رحمه الله تعالى مصداقًا لحديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ ولد صالح يدعو له، وصدقة جارية، وعلم ينتفع به"؛ حيث قدَّم لآخرته تلامذةً وطلابًا كثيرين في جامعة الأزهر، وأبناءً في دعوة الإخوان، يحملون همَّ الأمة والدعوة الإسلامية وطريق الجهاد، فقد قضى عمره طالبًا للعلم منتميًا له قلبًا وقالبًا".

 

وأضاف: "لقد ودعنا- رحمه الله- في هذه الأيام المباركة قبيل قدوم شهر رمضان المعظم، مبلِّغًا رسالةً في الاجتهاد لاستقبال رمضان والعمل الجاد للعتق فيه من النيران بالبر والتقوى"، مؤكدًا ضرورة الاقتداء والتأسي بالداعية المربي في أن نكون صادقين عازمين عزمًا أكيدًا على الاستفادة من الشهر الكريم، ونغتنمه اغتنام الأصحاء حتى يكون شاهدًا لنا لا علينا".

 

وقال د. محيي الدين الزايط: "كان- رحمه الله- قليل الكلام مؤثرًا بحكمته مُقنعًا بحجته، وما كان يتشدق بالكلمات الباهية، كما كان دائمًا يذكِّرنا بأن الإيمان ليس وحده كافيًا لبيان الصدق، وأنه لا بد من الجهاد والعمل الدءوب بإخلاص والصبر على المحن والابتلاءات".

 الصورة غير متاحة

د. محيي الزايط يرثي الفقيد

 

 

 

وأضاف: "وكان يبشرنا بقوله: "اصبروا فقد اصطفاكم الله تعالى لجنديته وأن تكونوا من خاصته أهل القرآن والسنة والعمل الصالح والجهاد المر المذاق والشهد الحصاد".