أكد سياسيون أن الانتفاضة الشعبية التي قادتها جموع غفيرة من الشعب المصري بمختلف محافظات ومدن مصر، على مدى يومين، كشفت عورات النظام الحاكم، وهزَّت عرشه وعروش أعوانه الموالين له.

 

وأوضحوا لـ(إخوان أون لاين) أن الاحتجاجات الجماهيرية التي شهدتها مصر مؤثرةٌ للغاية وأزعجت النظام، مؤكدين أن هذه الثورة الشعبية جديدة من نوعها، ولم يشهدها الشارع المصري منذ وقت طويل، بما يؤكد أن التغيير بات قريبًا.

 

وتوقَّعوا أن ما حدث من مظاهرات في مختلف محافظات مصر سيكون بدايةً وليس النهاية، وأن هناك ثورات متتالية سيشهدها الشارع المصري إذا لم يستجِب النظام الحاكم لمطالبهم.

 

ووصف الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومدير مركز دراسات الدول النامية، النظام المصري بأنه "لا يفهم"، مستنكرًا سياسة غضّ الطرف التي يتبعها النظام مع مطالب المتظاهرين والتي تعدُّ حقًّا طبيعيًّا وحمَّل الأجهزة الأمنية والنظام تبعات الغضبة الشعبية التي قد تحدث خلال الأيام القادمة، مستنكرًا الاعتداءات الأمنية بالضرب والأسلحة ضد جموع المتظاهرين، رغم سلمية مسيرتهم وبساطة مطالبهم وواقعيتها، خصوصًا بعد تدنِّي الأوضاع الاقتصادية في مصر وانخفاض معدلات الدخول للأفراد.

 

واستنكر سياسة تزييف الحقائق التي يتبعها النظام، مشيرًا إلى أنَّ بيانات الداخلية لا تظهر حقيقة الأوضاع التي دفعت المتظاهرين للاحتجاج بشوارع وطرقات مصر بكل المحافظات، بالرغم من أن رسالتهم كانت واضحةً وضوح الشمس، والتي يأتي على رأسها حل البرلمان الذي تمَّ بتزوير إرادة الشعب.

 

ولفت إلى أن النظام يعتمد في جبروته على مجموعة من الأجهزة الأمنية الخاضعة لأوامره، وقطاع كبير من رجال الأعمال، مبينًا أنهم حجر الأساس الذي لو تمَّ إسقاطه لسقط النظام.

 

وقال الدكتور حازم فاروق، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب 2005م، أن الشعب المصري بجميع طوائفه وجَّه رسالةً قويةً للنظام، فحواها يتركز في ضرورة الإصلاح والتغيير والإطاحة بالنظام الحاكم المستبد، لافتًا إلى أنها وصلت بقوة شديدة للنظام، كما أسهمت في زعزعة استقراره.

 

وثمَّن جرأة الشباب المصري في اختراق الأجهزة الأمنية والوقوف في وجهها، دون خشية من العصا والهراوات أو القنابل المسيلة للدموع، مؤكدًا أن الشعب المصري نزع قيد الخوف الذي كبَّله به النظام منذ أكثر من 50 عامًا.

 

ودعا إلى ضرورة التكاتف والتجمع من أجل تنظيم المزيد من الوقفات الاحتجاجية حتى يستجيب النظام للمطالب الشعبية، قائلاً: "ما ضاع حق وراءه مطالب".

 

وحول رأيه في الخسائر التي لحقت بالنظام من جرَّاء ثورة الشعب المصري، أشار د. مجدي قرقر، الأمين العام المساعد لحزب العمل، إلى أن النظام الحاكم خسر الكثير خلال مشاهد الغضب التي انطلقت بشوارع مصر كافة، مشيرًا إلى أن هيبته التي يرسمها أمام العالم باتت "صفرًا"، لا سيما أن صوت الشباب ألهب غضب النظام وخلخل قدراته على السيطرة.

 

وأَضاف: إذا لم يستجب النظام للدعوات التي خرجت مندِّدةً ومطالبةً بالتغيير، فمن المؤكد أنه ستتولد العديد من المظاهرات والاحتجاجات الغاضبة خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع تدنِّي الأحوال المعيشية في مصر وتزايد معدلات الفقر والبطالة بين الشباب.

 

فيما ذهب ليوضح أن السيناريوهات المتوقعة للاحتجاجات الشعبية ستكون واحدًا من اثنين؛ أولهما أن يرضخ النظام المصري الحاكم بجبروته لمطالب الشعب في التغيير، والتي يأتي في مقدمتها إسقاط النظام، وحل مجلس الشعب الباطل، وتوزيع دخول عادلة، أما ثانيهما فيتمثل في قيام الأجهزة الأمنية بصدِّ الهجمات من جانب المتظاهرين بكل قوة وغطرسة متبعةً كل الأساليب الوحشية، في حين أن أغلب التوقعات تشير إلى أن الشعب لن يهدأ حتى يحقق ما يريد.

 

وقال: ستشهد مصر ثورات متتالية في كل شارع وكل مدينة ومحافظة حتى يتراجع النظام عن أسلوبه الخاطئ في معاملة الشعب الذي لم يختره وفرض عليه إجبارًا.

 

من جانبه، أكد المستشار مرسي الشيخ، وكيل حزب الغد السابق، أن الشعب المصري أعطى درسًا للنظام الحاكم لن ينساه أبدًا، مؤكدًا أن التحركات المكثفة التي شهدتها شوارع مصر وارتفعت أصواتها منددةً بالنظام تؤكد بما لا يدع مجال للشك أن النظام بات عاريًا أمام الجميع؛ حيث قال المتظاهرون بملء أفواههم "يسقط يسقط النظام"، خاصةً مع قمع الأجهزة الأمنية للمتظاهرين والاعتداء عليهم بشكل همجي ووحشي.

 

وقال إن النظام تأثر بدرجة كبيرة، قائلاً: "يكفي أن أعضاء البرلمان المزوَّر غابوا عن الجلسات أمس، لا سيما بعد انكشاف عوراتهم أمام الجميع، وعلو هتافات بطلانه".

 

وألمح إلى أن النظام لم يكن متوقعًا أن يشاهد صحوة الشعب المصري، وكان يركن إلى عصا الإرهاب التي يستخدمها في فضِّ المتظاهرين، ولكن خابت ظنونهم بمجرد رؤيتهم للجموع التي تهتف ضد استبداد النظام ولا تخاف من جبروته وتشدُّده.