كتب- حمدي عبد العال وأحمد جمال ومحمود محمد:

أجمع عدد من رموز القوى الوطنية والثورة أن مظاهرات جمعة 8 يوليو أقوى رسالة للرد على مثيري الفتن، والذين يسعون لبث الفُرقة والنزاعات بين القوى الوطنية، مستنكرين تباطؤ السلطات في تنفيذ مطالب الثورة، وعلى رأسها محاكمة قتلة الثوار وتطهير المؤسسات.

 

وطالب المستشار محمود الخضيري، الرئيس السابق لمحكمة الاستئناف بالإسكندرية وأحد قادة تيار استقلال القضاء- في كلمته التي ألقاها من على منصة الإخوان بميدان التحرير، اليوم- بتطهير القضاء لضمان سير المحاكمات بشكل عادل، مشيرًا إلى أن علانية المحاكمة وعدالتها وإذاعتها على التليفزيون الحكومي سوف يطمئن الثوار لسيرها بشكل جيد يهدف إلى تطهير النظام.

 

ودعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة لفك الحصار عن قطاع غزة، وتساءل عن سبب استمرار مصر في تصدير الغاز للكيان الصهيوني، مطالبًا في الوقت ذاته الحكومة المصرية بإتاحة الفرصة لعبور قافلة أسطول الحرية من مصر إلى فلسطين وفتح معبر رفح بصورة طبيبعية، مؤكدًا أن حرية غزة وضمان استقرارها هو بعد إستراتيجي لمصر بجانب عدم التعامل مع حماس والفلسطينين بعقلية النظام البائد؛ حيث كانوا يتخذون منهم أعداء ويوالون ويصادقون الصهاينة.

 

وأضاف د. محمد سليم العوا، المفكر الإسلامي، أن  مظاهرات اليوم وجَّهت رسالةً قويةً لكل من كان يراهن على الخلافات بين القوى الوطنية، وأثبتت أن الشعب المصري كله صف واحد لإتمام مطالب الثورة، وطالب جموع المتظاهرين بالصبر والمرابطة لتحقيق مطالبهم، وأن ينسحبوا في نهاية اليوم وفق رغبتهم وإرادتهم، قائلاً: "موعدنا هنا كلما أردنا أن نلتقي لنؤكد مطالب الثورة ونحقق ما بقي منها".

 

وأكد المستشار محمد فؤاد جاد الله، نائب رئيس مجلس الدولة وعضو مجلس أمناء الثورة، أن الثورة المصرية في مرحلة حرجة، يختار فيها الثوار بذكائهم البدء في المرحلة التالية من مراحل الثورة؛ لأن الثوارت كعلم تنقسم إلى مرحلتين؛ الأولى هي: "الهدم" للنظام البائد، وهي المرحلة السلسة؛ حيث يظهر فيها أخلص ما في الشعوب، والهدف منها هو هدم والتخلص من الفساد بكل أركانه.

 

وأضاف أن المرحلة الثانية هي الأصعب؛ حيث يتعيَّن على الثوار السير في خطين متوازيين؛ هما استكمال التطهير وتحقيق أهداف الثورة والبدء في بناء المرحلة القادمة، وبناء مؤسسات الدولة حتى لا تنهار اقتصاديًّا وسياسيًّا.

 

وأوضح أن الهدف الأسمى من مليونية اليوم هو بدء السير في هذين الخطين بالتوازي، مشددًا على ضرورة استكمال محاكمة رموز الفساد والإسراع بمحاكمة مبارك، ومحاكمة قتلة الثوار ومثيري أحداث الفتنة وأعمال البلطجة، وترويع أمن وأمان المواطنين.

 

وطالب حكومة شرف والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بتطهير الحكومة من رموز النظام البائد وكل مؤسسات الدولة، وتغيير أسلوب الإدارة لتعتمد على الإدارة الإستراتيجية لقيادة مرحلة جديدة هي مرحلة بناء مصر.

 

وحذر م. محمد عصمت سيف الدولة من خطورة التدخل الأمريكي في الشئون المصرية، متهمًا إياهم بالوقوف وراء الثورة المضادة التي يقوم بها جهاز أمن الدولة المنحل الذي صنعوه بأيديهم لحماية النظام البائد، ويقوم بالالتفاف على الثورة وإشاعة الفتن والانشقاقات بين الثوار للمصلحة الأمريكية، مطالبًا الثوار بضرورة التكاتف والبدء في مرحلة جديدة لاختيار من يمثلونهم على غير الرغبة الأمريكية.

 

واستنكر الفنان عبد العزيز مخيون وجود عدد كبير من الائتلافات قد لا تتجمع عليها الثورة ومرور 5 أشهر على الثورة دون وجود قائد لها، داعيًا إلى تشكيل جمعية وطنية للثورة، كما طالب بضرورة علنية المحاكمات أمام عيون الشعب واستمرار الثورة؛ حتى تنتقل مصر إلى دولة ديمقراطية، متسائلاً عن سبب استمرار بعض رموز الفساد في الحكومة الجديدة.

 

وطالب د. ثروت بدوي، الفقيه الدستوري، جميع أبناء الشعب المصري بالتوحد خلف المطالب الشرعية والثورية والدستورية، وتفويت الفرصة على أعداء الشعب، الذين يريدون إفساد ثورته؛ لأن هناك مصالح ومطالب مشتركة بين كل تيارات الشعب وأبنائه.

 

وأضاف أن الثورة المصرية أصابت الولايات المتحدة والعدو الصهيوني بالرعب والارتباك منذ يوم 25 يناير وحتى الآن، إلا أن هذا الخوف زال في الآونة الأخيرة بعد أن اندسَّ العدو الخارجي بين القوى الوطنية، واشترى بعض النفوس الضعيفة للإضرار بالمصالح المصرية.

 

ودعا المجلس الأعلى والحكومة بقيادة د. عصام شرف إلى إدراك أن أمريكا هي عدو الشعب، وعليهم ألا يسمعوا لها، وإنما يسمعون للشعب الذي يريد محاكمات عادلة وعلنية للمخلوع مبارك وكل نظام حكمه، وجميع الفاسدين وقتلة الثوار، مؤكدًا أن المحاكمات غير العلنية ليست دستورية ولا شرعية، فالشعب هو صاحب الحق، ولا بد أن يعرف الرأي العام الحقيقة.

 

وفي سياق آخر رفضت جماهير الثورة في ميدان التحرير اليوم الهتافات المعادية للمرجعية الإسلامية التي نادى بها بعض المتحدثين على المنصة؛ التي على يمين كوبري قصر النيل، وأصرَّت الجماهير على نزولهم من على المنصة، وطالبوهم بالتوحد على مبادئ الثورة ومطالبها، واعتذر المنظمون عن الهتافات وقالوا إنها غير مقصودة.

طالع ألبوم صور جمعة 8 يوليو