ها هي الذكري السادسة للمذبحة الأكبر في التاريخ المصري الحديث تحل بنا، وما زالت عصابة الانقلاب المجرمة تواصل اغتصاب الوطن، وسرقة خيراته، وقتل أبنائه، والتنكيل برجاله ونسائه. في الوقت الذي تقدم فيه فروض الولاء والطاعة للصهاينة الغاصبين.

ستبقي رابعة حية في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا، عبق الشهادة، وعطر الشهداء، وعظمة التضحية، وعشق الحرية، وحب الوطن، الذي ألهم الدنيا، وأصبح نبراسا لكل من يناضل من أجل الحق والعدل والسلام والحرية.

سنظل نذكر في رابعة التلاوة العذبة، والصلاة الخاشعة، والدعاء المنبعث من اعماق القلوب، سنظل نذكر جلد الصائمين والقائمين الذي أدهش العالم كله،  سنظل نذكر الأخلاق الراقية، والسلوكيات النبيلة، والأرواح الشفافة، والنفوس المطمئنة، سنظل نذكر الشجاعة والوفاء والتضحية والإيثار والكرم والتواضع والحياء والعفة.

ان رابعة هي هذه المنظومة من القيم التي أرادت عصابة السيسي أن تقضي عليها لتشيع بدلا منها قيم الخيانة واللصوصية والانتهازية والخنوع والتحاسد والتباغض  والفساد. ولكن هيهات: "فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

لقد كانت رابعة وستظل حلم الحرية، والمستقبل الأفضل الذي أراد أبناء الوطن أن يصنعوه لمصرهم الغالية، وإذا كان الانقلاب قد أجهض هذا الحلم في مهده، فلن يستطيع أن  يحبس هذا الحلم إلي الأبد، وإن غدا لناظره قريب.

لقد كانت رابعة وستظل ثمرة في العقول وقيمة في القلوب  قبل أن تكون حركة في الميادين. وتلك المعاني هي ما لا تستطيع عصابة الانقلاب أن تغتاله أو أن تجهز عليه مهما حاولت.

أما عن حقوق الشهداء والجرحي والمصابين فكلنا يقين أن يوم القصاص آت لا محالة. وإن هذا اليوم لهو صنيعة تلك الأيدي التي تعمل باستمرار رغم كل تلك الانتهاكات والمذابح، وهو كذلك نتاج اتحاد المصريين جميعهم من أجل كرامتهم وحريتهم السليبة

تحية عطرة لشهداء رابعة وكل الشهداء وعلي راسهم الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي. فقد علمتمونا جميعا معني التضحية وكيف يكون الفداء.

حسن صالح 

المتحدث الاعلامى لجماعة الاخوان المسلمين 

13 ذو الحجة 1440 الموافق 14 اغسطس 2019 م