أكد عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الدكتور موسى أبو مرزوق ضرورة إشراك الأمة العربية والإسلامية في احتضان ثورتنا، وتبني قضيتنا في معركة القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وخلال حديث أبو مرزوق في كلمة مصوّرة بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لانطلاقة الحركة، وجّه رسالتين؛ الأولى كانت للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وجاء فيها: "شعبنا ما زال يقاوم العدوّ الصهيوني في كل مكان.. فأهلنا في القدس ما زالوا يقاومون التهويد بأشكاله المختلفة، وما زال أهلنا المقدسيون يواجهون الضغوطات المادية والمعنوية، متمسكين بأرضهم وبيوتهم, ويقاومون في شوارع القدس، وعند بوابات المسجد الأقصى المبارك، وقد سطّروا أروع أنواع الصمود في معركة البوابات الإلكترونية، وأفشلوا مخططه عند باب الرحمة، ويواجهون اقتحامات المستوطنين المتكررة، ومن هنا نُبرق بالتحية لأهلنا الكرام في القدس، وللشيخ رائد صلاح، شيخ الأقصى، الذي يواجه الاعتقال ظلمًا وعدوانًا".

وتابع: "ما زال أهلنا في الضفة الغربية يمسكون بالراية، محافظين على الهوية الفلسطينية والكرامة الإنسانية، رغم كل محاولات قضم الأرض وشرعنه الاستيطان، والاعتداء على الإنسان.. فتحية لهم ولتضحياتهم. وأهلنا في غزة هاشم ما زالوا حصنًا منيعًا للمقاومة بأشكالها المختلفة، رغم الحروب الثلاث التي مرّت عليهم، ورغم الحصار الذي طال أمده لثلاثة عشرة عامًا.. إلا أنهم تمرّدوا على مخططات العدو وكيده، ولقّنوه درسًا في العزة والكرامة, وما زالوا على العهد ثابتين, فتحية لهم ولمقاومتهم الباسلة".

وأضاف: "أسرانا البواسل الذين دفعوا زهرة شبابهم خلف القضبان، ما تراجعوا، ولم يتنازلوا عن ذرّة كرامة، وهم يواجهون غطرسة السجان وظلمة السجن، وها نحن نودّع شهيدًا جديدًا على الدرب، رحمه الله.

أما فلسطينيو الخارج، فهم سفراء الحرية، رغم المعاناة والتضييق الذي يواجهه الفلسطيني في أصقاع الأرض، إلا أن الفلسطيني في الخارج لم ينس أرضه وقضيته، وحافظ عليها بنطقه وشكله ولسان حاله، وما زال مقاومًا يحلم بالعودة إلى بلاده التي هُجّر منها قسرًا.. هذه الإرادة التي يتمتع بها الإنسان الفلسطيني منذ نكبة عام 1948 حتى اليوم، تستوجب منا أن نقف له وقفة امتنان وعرفان، فتحية إلى شعبنا الفلسطيني في كل مكان".

أما الرسالة الثانية فكانت للأمّة العربية والإسلامية التي قال عنها أبو مرزوق إنها "الأمّة العظيمة التي ما كلّت وما ملّت في دعم شعبنا الفلسطيني، رغم كل الظروف التي يمرّ بها الإنسان العربي والمسلم في هذه الأيام، إلا أن التجربة أثبتت أن المواطن العربي يقدّم قضية فلسطين على همومه اليومية. ولننظر في كل اعتداء ضد المسجد الأقصى أو غزة أو الضفة الغربية، ترى الأمّة مندّدة، وفي كثير من الأحيان تدعم بالجهد والمال، ولا تبخل بالدماء، وقد رأينا النموذج التونسي المتمثّل بالشهيد محمد الزواري الذي قدّم بعلمه وعمله أروع أنواع الدعم للقضية الفلسطينية".

كما أكّد أربعة أمور؛ أولها أنه "في ظل التحديات الجسيمة التي نمرّ بها، وفي ظل الأوضاع غير المستقرة التي تعيشها المنطقة، فإن الوحدة الفلسطينية على أساس الشراكة الوطنية هي الضامن الوحيد لقضيتنا الفلسطينية، وها نحن على أبواب انتخابات جديدة قد تكون أملاً جديداً في هذا المضمار".

وشدّد في ثانيها على "ضرورة إشراك جميع مكوّنات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج على طريق التحرير والعودة إن شاء الله، ومن هنا نرى أن انتخابات المجلس الوطني في الخارج أمر لا بدّ منه".

أما الأمر الثالث فكان التشديد على أن مقاومة المشروع الصهيوني ستبقى "أداة لا تنازل عنها حتى تحرير فلسطين، كل فلسطين، وتبييض السجون من الأسرى، وعودة اللاجئين".

ودعا رابعًا إلى "ضرورة إشراك الأمة العربية والإسلامية في احتضان ثورتنا، وتبني قضيتنا في معركة القدس والمسجد الأقصى المبارك".