مزيدا من القمع والتنكيل، عام آخر يمضي نحو مسار أكثر ظلاماً، شهد عام 2019 في بدايته تعديلات دستورية جوهرها مد حكم قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وتوسيع صلاحياته، وانتهى بحملات أمنية طالت آلاف المواطنين من بين محاميين وصحفيين وأساتذة جامعة أمتلئت السجون بالمعارضين البارزين، كما طالت القبضة الأمنية آلاف المواطنين في حملات عشوائية من بينهم عشرات الطلاب وربات البيوت، وشهد ربعه الثالث أكبر مظاهرات مطالبة برحيل السيسي منذ بداية هذا العهد، وما يكاد ينتهي حتى تستمر القبضة الأمنية في انتهاك حق المواطنين ومحاربة أي محاولة لدفع المسار الديقراطي بعيداً عن ظلامه المستمر.

وتحت عنوان ” قليل من الأمل ، كثير من اليأس” أعلنت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم ، عن صدور تقريرها السنوي عن حالة المسار الديمقراطي لعام 2019 ، والذي يتناول القضايا والاحداث والاجراءات التي أثرت على المسار الديمقراطي في مصر سلبا أو ايجابا ، والذي يخلص إلى تزايد ابتعاد مصر عن الديمقراطية ، نتيجة تزايد القمع ومحاولة فرض الصمت على المواطنين ، مما يزيد الشعور باليأس ، مقابل بعض الوقائع القليلة التي تشير لوجود بصيص من الامل .

ويتناول التقرير ارقام وأحصائيات توصلت إليها الشبكة العربية لعدد من القضايا المتعلقة بالمسار الديمقراطي التي رصدتها الشبكة العربية ، والتي بلغت نحو 86 قضية ، بينها 73 قضية أمام القضاء المدني و13 قضية أمام القضاء العسكري .

كما يرصد التقرير ما يزيد عن 490 فعالية احتجاجية حدثت خلال عام 2019 ، تتعلق بالحقوق المدنية والسياسية ،و نحو 180 فعالية وتظاهرة واعتصام أو اضراب اجتماعي متعلق بالحقوق الاقتصادية والعمالية والاجتماعية.

وفيما يخص الانتهاكات التي طالت الحريات الاعلامية فقد بلغت نحو 170 اتتهاك توزعت ما بين القبض والمحاكمات والمنع من العمل والحظر والرقابة والاعتداءات على صحفيين واعلاميين.

وقد تضمن التقرير في الخاتمة الاجراءات والاحداث البارزة التي تمت خلال العام ، والتي كان أهمها تعديل الدستور المصري بما يسمح لقائد الانقلاب بالاستمرار في الحكم لنحو 10سنوات قادمة ، و تمديد حالة الطوارئ على كامل ألاراضي المصرية ، والتوسع في القبض على السياسيين المنتمين للتيار المدني والزج بهم في قضايا واهمها القضية المعروفة باسم “مخطط الأمل” ، وكذلك المظاهرات التي اندلعت في سبتمبر 2019 ، في العديد من المدن والمحافظات والتي اسفرت عن القبض على الاف المواطنين.