يشن الكيان الصهيوني حربًا شرسة على الآثار والمواقع الأثرية الفلسطينية سواء بالاقتحامات المستمرة لها والعبث بها، أو من خلال نهبها في محاولة لطمس الهوية والتاريخ والحضارة الفلسطينية، ويظهر ذلك واضحًا من خلال مخططات التهويد التي تستهدف مدينة القدس المحتلة وأسوارها القديمة، والمواقع الأثرية، والحفريات المستمرة تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك.

حرب سرقة الآثار الفلسطينية هي قضية ليست وليدة اللحظة بل أن عصابات الاحتلال، منذ احتلال فلسطين في نكبة عام 1948، وشرع بتدمير المناطق الأثرية الفلسطينية خاصة في القرى التي هاجر منها أهلها تحت تهديد سلاح العصابات الصهيونية.

وتقع فلسطين وفق خبراء الآثار على كنز أثري وحضاري، فهي بلد الحضارات وأهلها لهم تاريخ عريق، لذا عكف الاحتلال على تدمير تلك الآثار ونهبها وحتى وصل به الأمر لتزوير تاريخها.

ويقول في هذا الصدد أستاذ التاريخ والآثار محمود عودة بحسب "المجتمع": إن العصابات الصهيونية عمدت فور احتلالها لفلسطين عام 1948 على تدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية، وحرق كل معالمها، وما يحدث اليوم من اعتداءات على المواقع الأثرية سواء في نابلس والخليل والقدس ورام الله، هي عملية استكمال لمسلسل استهداف كل ما يمت لحضارة وتاريخ الشعب الفلسطيني العريق على هذه الأرض.

وأكد عودة أن الاحتلال مهما حاول سرقة ونهب الآثار الفلسطينية، ستبقى فلسطين في قلوب الأحرار يدافعون عنها، منددًا في الوقت ذاته بصمت المؤسسات الدولية على جرائم الاحتلال بحق الأماكن التاريخية والحضارية.

تدمير مستمر
من جانبه، أشار مدير حماية الآثار في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية صالح طوافشة، لـ"المجتمع"، إلى بوجود 7 آلاف موقع أثري، وأكثر من 50 ألف مبني تاريخي استولي الاحتلال على معظم تلك المناطق وعبث بها ونهب بعضها، في استهدف واضح للتاريخ والحضارة الفلسطينية.

وأكد طوافشة أن الاحتلال جرف الكثير من المعالم التاريخية الفلسطينية خاصة في القدس ونابلس، وأن هذه الإجراءات تعد جريمة حرب، ويجب على "يونسكو" التحرك العاجل لوقف عدوان الاحتلال على أقدم مناطق في العالم وحمايتها من الاحتلال المجرم.

بدروه، أكد وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف أن الشعب الفلسطيني سيواصل الدفاع عن تاريخه وحضارته وتراثه، فهي جزء أصيل من الهوية الوطنية الفلسطينية، ولن ينجح الاحتلال بطمسها وتزيف التاريخ والحضارة.

ودعا الوزير الفلسطيني "يونسكو" والمؤسسات الدولية للتدخل العاجل لوقف الحرب الصهيونية الشرسة التي تستهدف التاريخ والحضارة والهوية الفلسطينية.