رغم وجود فيديوهات على الانترنت توثق الواقعة، قرر مكتب المدعي العام السويدي وقف التحقيق في حادثة حرق المصحف، التي حدثت في مدينة مالمو في أغسطس من هذا العام.

وأشار الإدعاء إلى أنه لم يتمكن من العثور على دليل يفيد بأن الحادث كان جريمة ذات علامات تحريض على الكراهية العرقية.

يذكر أنه في 23 أكتوبر 2020، الماضي أقدم شبابا على إحراق نسخة من القرآن الكريم في ساحة عامة أمام مبنى الحكومة والبرلمان بالعاصمة ستوكهولم.

جاء ذلك بحسب مقطع مصور بثته ناشطة سويدية مسلمة، تحث فيه الشبان على الكف عن ذلك؛ دفاعًا عن القرآن الكريم والدين الإسلامي.

أظهر المقطع شابًا، يضع قلادة حول عنقه تحمل العلم السويدي، وهو يضرم النار بنسخة القرآن الكريم، وسط تشجيع وتصفيق أقرانه المجتمعين حوله.
المشاهد التي تم بثها في المقطع، أظهرت أنه لم يحاول أي من رجال الشرطة الموجودين دائمًا بالمكان لحماية المباني الحكومية القريبة، التدخل لمنع الشاب من إحراق نسخة القرآن الكريم.

واقرأ أيضًا: اليمين المتطرف في السويد يهين المساجد ويعيد كرَّته مع المصاحف

كانت مدينة مالمو الواقعة أقصى الجنوب السويدي، والمحاذية للعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، شهدت مطلع سبتمبر الماضي، موجة احتجاجات عنيفة إثر إقدام مؤيدي الدنماركي راسموس بالودان، على إحراق نسخ من القرآن الكريم في حي روسنغورد ذي الأغلبية المهاجرة.
جاء ذلك بعد رفض ستوكهولم السماح لليميني بالودان بدخول أراضيها، بعد تهديداته بـ"حرق القرآن بنفسه في الأراضي السويدية".

بالودان من مواليد عام 1982، وهو سياسي دنماركي، وزعيم حزب "هارد لاين" اليميني المتطرف، الذي أسسه عام 2017، وقد طالب في وقت سابق، بحظر الإسلام في بلاده، وترحيل جميع المسلمين منها؛ للحفاظ على مجتمعهم العرقي، بحسب مصادر عربية في الدنمارك.
أعقب إحراقَ نسخة القرآن في مالمو، إحراقُ أخرى بمنطقة رينكي في العاصمة ستوكهولم، ما أثار غضب وحفيظة الجاليات المسلمة بعموم البلاد، وخروجهم في تظاهرات احتجاحية.

في سبتمبر الماضي، انتقد زعيم حزب "ديمقراطيي السويد" اليمني المتطرف جيمي أكيسون، المعروف بمناهضته للمهاجرين، قيام أعضاء في حزب "الخط المتشدد" الدنماركي، بإحراق نسخة من القرآن في مدينة مالمو.

أكيسون قال في تصريح لصحفية "إكسبريسن" السويدية، حينها، إن "قيام أعضاء من حزب (الخط المتشدد) بإحراق نسخ من القرآن في العاصمة ستوكهولم ومالمو، كان حقًا عملًا غير ضروري".
كما أضاف: "في السويد هناك حق التظاهر للقيام بمثل هذه الأعمال، من المهم أن نحمي هذا الحق، لا أستطيع أن أتعاطف مع حرق القرآن. لقد كان حقًا عملًا غير ضروري، لكنني أيضًا ضد أعمال الحرق والتدمير والتسبب بالاستقطاب في مالمو".