انتهكت سفينة أبحاث فرنسية برفقة فرقاطة تابعة للبحرية اليونانية، الجرف القاري لتركيا، ما استدعى تدخلا من الفرقاطات التركية وطردها، بحسب ما ذكرته صحيفة "حرييت" التركية.

وأوضحت الصحيفة التركية، في تقرير لها أن سفينة الأبحاث الفرنسية "l'atalante" ، التي رافقتها الفرقاطة" إللي" التابعة للبحرية اليونانية، قامت بانتهاك الجرف القاري التركي دون إذن مسبق.

وأشارت إلى أنه بعد تدخل من البحرية التركية، والموقف الحازم الذي أبدته تركيا، ابتعدت السفينتان عن الجرف القاري التركي.

وأضافت أنه بينما كان وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس في أنقرة الخميس الماضي، قامت البحرية اليونانية، بإخطار بحري "نافتكس" بشأن عمل السفينة الفرنسية ما بين 15 و18 أبريل في منطقة جنوب شرق جزيرة كريت شرق البحر الأبيض المتوسط، وتم عرض المنطقة بحسب "نافتكس" في الجنوب من جزيرتي كريت ورودس.

وتابعت، بأن البحرية التركية على الفور قامت بإخطار بحري "نافتكس"، ردا على الخطوة اليونانية، أشارت فيه إلى أن جزءا من المنطقة التي أعلنت عنها اليونان يقع ضمن الجرف القاري التركي، ويجب توخي الحذر لذلك.

وأشارت إلى أنه على الرغم من الإخطار البحري التركي، إلا أن سفينة الأبحاث الفرنسية برفقة الفرقاطة اليونانية انتهكت منطقة الجرف القاري التركي السبت الماضي، فيما قامت فرقطاة تركية بتوجيه تحذيراتها إلى السفينتين بالابتعاد على الفور.

وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من أن السفينتين الفرنسية واليونانية قاومتا لبعض الوقت النداء التركي، إلا أنهما غادرتا المنطقة بعدها، وواصلت سفينة الأبحاث الفرنسية عملها خارج الجرف القاري أمس الاثنين.

وزعمت وسائل إعلام يونانية، أن السفينة الفرنسية كانت تجري أبحاثا في داخل الجرف القاري اليوناني.

وأشارت "حرييت" إلى أن طاقم السفينة الفرنسية كان يضم فريقا من فرنسا واليونان وإيطاليا والكيان الصهيوني.

وقال الكاتب التركي، عبد القادر سيلفي، إنه رغم جهود الحوار التي تبذلها أنقرة، فإن استفزازات اليونان لا تنتهي، مشيرا إلى ما وصفها بـ"التصريحات الاستفزازية" من وزير الخارجية اليوناني في المؤتمر الصحفي بأنقرة.

وأشار في مقال على صحيفة "حرييت"، إلى أنه اتضح أن أثينا بالتزامن مع زيارة وزير خارجيتها لأنقرة، قامت بإدخال سفينة أبحاث فرنسية إلى الجرف القاري التركي في البحر الأبيض المتوسط، حيث قامت القوات البحرية بإبعادها.

وأوضح أن السفن التركية تابعت عن كثب السفينتين الفرنسية واليونانية، حتى تراجعتا إلى شرق جزيرة كريت.

ولفت إلى أنه من المتوقع استدعاء سفيري اليونان وفرنسا لدى أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية.

وأكد الكاتب التركي، أن أنقرة أرادت فتح الطريق من أجل الحوار مع اليونان على مستوى عال، ولكن رغم ذلك، فضل ديندياس الخروج بأزمة.

وتساءل سيلفي: "هل كان تصرف وزير الخارجية اليوناني مخططا له، وباتفاق مع رئيس الوزراء ميكوتاكيس؟".

وأجاب أنه اتضح أن موقف وزير الخارجية اليوناني من تصعيد الأزمة لم يكن عفويا، حيث تبين أن أثينا التي أرسلت وزير خارجيتها إلى أنقرة، جلبت سفينة أبحاث تحمل العلم الفرنسي إلى الجرف القاري التركي.

وأكد أن أثينا خططت لأزمة متزامنة، وما حدث في شرق المتوسط، يظهر أنها لا تريد الحوار.

تحذير لفرنسا واليونان

وأشار إلى أن وزارة الخارجية التركية أصدرت مذكرة إلى اليونان، ويجري العمل الآن مع السفارة الفرنسية.

وأضاف أنه في الوقت الذي تتواصل فيه الدبلوماسية التركية ضد سياسة الأمر الواقع اليونانية، فقد تم إرسال البحرية التركية إلى المنطقة لمراقبة تحركات سفينة الأبحاث الفرنسية عن كثب.

ورأى سيلفي، أن الواقعة نتاج استفزاز مشترك يوناني فرنسي جديد، يهدف للتحريض ضد تركيا على أنها تسعى لتصعيد الوضع في شرق المتوسط.