عندما يولد الإنسان فإنه قد يولد لأسرة غنية، فلا يعيش إلا حياة الأغنياء، ولا يعلم شيئًا عن الأسر البسيطة ومعاناتها، وعندما يولد لأسرة بسيطة مختلطة بالناس، يعيش همومهم ومشكلاتهم، ويعلم أفراحهم وأتراحهم.

 

وهكذا ولد محمد مرسي لأسرة بسيطة في قرية بسيطة من قرى الشرقية.

 

كان عليه كطالب أن يكون متفوقًا فكان.. وكان عليه كمسلم ملتزم أن يحفظ القرآن فحفظ.. وكان عليه كطالب جامعي أن يحصل على المركز الأول فكان الامتياز.. وكان عليه كخريج أن يتفوق في عمله فتفوق.. وكان عليه أن يحصل على الماجستير فحصل عليه في الطاقة الشمسية.. وكان عليه أن يتفوق ويسافر ليحصل على الدكتوراه فحصل عليها في حماية محركات سفن الفضاء.. وعرضت عليه الجنسية الأمريكية فرفض وعاد مضحيًا بالدولار، وكان عليه أن يكون خادمًا لبلده بعلمه وعمله فكان.. وعاد إلى كلية الهندسة جامعة الزقازيق حتى صار رئيسًا لقسم المواد بها.

 

وكان عليه أن يكون إيجابيًّا ومدافعًا عن الحرية والكرامة في بلاده فكان، وانضمَّ إلى جماعة الإخوان.. وكان عليه أن يدفع الثمن من حريته اعتقالاً فدفع.

 

وازدادت الإجابية لديه فترشح لمجلس الشعب ونجح.. وكان عليه أن ينبغ في السياسة كما نبغ في العلم فنبغ، فكان البرلماني الأول عالميًّا.

 

وكان عليه أن يتميز بعد أن أسقطوه في المجلس فكان مدرب نواب الإخوان.

 

وكان عليه أن يكون ثوريًّا في ثورة 25 يناير فكان، واعتقل وأفرجت عنه الثورة.

 

وكان عليه أن يواكب أجواء الحرية فأنشأ مع إخوانه حزب الحرية والعدالة وكان أول رئيس له.

 

وكان عليه أن يلبي نداء الحزب والوطن فكان مرشحًا لرئاسة الجمهورية.

 

وأنا أتساءل: هل عليه أكثر من ذلك؟!!

وهل يوجد من هو أفضل؟!!

هذا هو محمد مرسي المفترى عليه من الإعلام.