وقعت في فخ الإشاعة مجهولة المصدر والمتفرق دمها بين شتى القبائل الإعلامية والتي انتشرت يوم السبت 9 مارس وملخصها أن الرئيس محمد مرسي يعتزم إلقاء خطاب للأمة في العاشرة مساءً ويذاع على كل القنوات المصرية بشأن الأحداث الجارية التي تشهدها البلاد، ولم أقرأ أو أسمع ما صرح به مصدر بالرئاسة بأنه لا صحة لتلك الإشاعات.

 

تلك الليلة الليلاء أصبتُ بالغم والهم والحزن والأسى والألم والإحباط والكآبة- ضع ما شئت من كلمات قاموس المخيبة للآمال-، ولما حاولت النوم هاجمتني الكوابيس بضراوة فأرقت مضجعي، ولم أستيقظ لصلاة الفجر، وعندما ذهبت متثاقلاً إلى عملي بدوت مهمومًا على غير العادة.

 

أما سبب كل ذلك فهو أنني سلمت أذني وعيني وأعصابي للقنوات الفضائية المجرمة حتى الساعة 1,30 فجرًا، حيث كنت حريصًا على انتظار الحوار الذي ظننت أنه ربما تأخر كما حدث من قبل.

 

إن من علامات المنافق أنه إذا حدث كذب، ومن علاماته أيضًا أنه إذا خاصم فجر، وهؤلاء الإعلاميون المأجورون ما زالوا يكذبون ويتحرون الكذب حتى أدمنوه فصاروا يكذبون الكذبة ثم يصدقونها وما قصة بيع القناة والآثار عنا ببعيدة، وهم قد فجروا في خصومتهم وكراهيتهم للرئيس والتيار الإسلامي الذي جاء منه حتى طغى ذلك على حبهم لمصر وشعبها الطيب فصاروا يهللون للإفلاس والحرائق وجرائم القتل والبلطجة.

 

لا حل مع هؤلاء سوى اللجوء إلى تلك الوصفة الربانية الرائعة: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (الأنعام: 68).

 

قال الإمام الشوكاني- رحمه الله- عن الخوض: هو مأخوذ من الخلط، ومنه خاض الماء بالعسل: أي خلطه، وهذا عين ما يفعله الماكرون في فضائحياتهم، حيث تسمعهم يقولون كلمة حق لكنهم يريدون بها باطلاً، وتراهم يستضيفون متحدثًا من التيار الإسلامي ليجذبوا الجمهور لكنهم يأتون إليه باثنين أو ثلاثة مناوئين ليشوشوا عليه وعلى المشاهدين، فإن لم يفلحوا انضم إليهم المذيع نفسه، فإن لم يفلحوا جميعًا تلقوا اتصالات من زملائهم المعدين في الاستديو على أنها من الجمهور الحانق.

 

ولذلك فإنني أطالب قيادات ورموز التيار الإسلامي بمقاطعة قنوات الفتنة فلا يدلون لها بأية أحاديث تليفونية أو يظهرون في برامجها، كما أطالب كل من يبحث عن الراحة والسعادة أن لا يفكر في الاقتراب من هذا الجحيم مطلقًا.

 

وقد جربت زوجتي تلك الوصفة الجميلة فعرفت قيمتها بعد أن قاطعت تلك القنوات المأجورة، وحين ترى الفضول قد دفعني لرؤية ما يقولون، فإنها تشفق عليَّ وتذكرني بضرر ذلك، وتطلب مني تحويل القناة فإن لم أستجب لشدة فضولي فإنها تنصرف وتركتني وحدي نهبًا لتلك الوحوش الكاسرة عديمة الرحمة.

 

وأختم معكم بطرفة تلخص الموقف كنت قرأتها على "فيس بوك": "إذا مشيت مع الإخوان ستحصل على سكر وزيت، وإذا مشيت مع "إياهم" فستحصل على سكر وضغط".