يؤمن الإخوان المسلمون ويعتقدون اعتقادًا جازمًا بأن رضى الله سبحانه وتعالى هو الموجه لهم والباعث لكل أعمالهم، إضافة لأداء التكاليف الشرعية وإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى وفق الفهم السليم للإسلام الوسطي المعتدل، ووفق هذا المعتقد يدركون أن كل ممارساتهم نابعة من المنطلق التعبدي والمردود التربوي والأثر الأخلاقي، ويدركون أن غايتهم هي إقامة الدين وليس الاستيلاء على السلطة، وأن مهمتهم إخراج الناس من الظلمات إلى النور ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الحكام إلى عدل الإسلام ومن منهج الخلق إلى منهج الخالق لتستقيم الحياة.

 

ويؤمن الإخوان أن الوصول للحكم وتشكيل الحكومة ليست غاية في ذاتها، بل ثمرة من ثمرات الدعوة وليس العكس، وهم بذلك لا يتعجلون قطف الثمار قبل نضجها، وحين يسعى الإخوان للحكومة فلا يكون إلا لمصلحة الدعوة والدين والوطن، وتصبح الحكومة يومئذ جزءًا من الإسلام، ويصبح العمل بها لقيادة المجتمع بالإسلام واجبًا شرعيًّا، من أجل تطبيق كل أنظمة الإسلام في كل جوانب الحياة دون إفراط ولا تفريط بالمحافظة على الأصالة مع الاستفادة من المعاصرة.

 

ويؤمن الإخوان أن سيادة الإسلام في المجتمع تكون تجسيدًا حقيقيًّا وليس شعارًا فضفاضًا، من خلال تطبيق عملي للإسلام المعتدل وأن هذه السيادة لدين الله شاملة لوحدات المجتمع أفرادًا ومؤسسات، وأن هذه السيادة لدين الله لا تتحقق في الأمة قهرًا أو كرهًا أو جبرًا، وأن هذه السيادة لا بد أن تكون مستقرة وعميقة ومتجذرة في المجتمع بما يضمن الاستمرارية والدوام.

 

ويؤمن الإخوان بأن رسالتهم ومهمتهم تتمثل في العمل على أن تكون كلمة الله هي العليا، وذلك بأن تسود قيم الإسلام وشرائعه في ربوع العالم كله وليس مصر فقط حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، وذلك بالنهوض بالأمة الإسلامية لتتبوأ مكان أستاذية العالم وتقوم بواجب الشهادة على العالمين ليكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليهم شهيدًا، "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم" "وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

 

ومن أجل ذلك يدرك الإخوان أهمية وضوح تلك الرؤية السابقة لدى عموم المجتمع كافة والعاملين للإسلام وشباب الإخوان خاصة، وأنه لا بد من استيعاب طبيعة المرحلة التي تمر بها مصر ما بعد الثورة، وأن تلك المرحلة وعملية الإصلاح بها تحتاج إلى التدرج في التطبيق وعدم التعجل، والتوازن بين الحماسة الزائدة والحكمة المقعدة انطلاقًا مما قاله المؤسس "ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول وأنيروا أشعة العقول بلهب العواطف"، مع ضرورة انتهاج سياسة النفس الطويل والصبر الجميل عند معالجة الفساد المتراكم منذ أكثر من 60 عامًا، مع ضرورة استخدام الوسائل الممكنة واستغلال الفرص المتاحة، وأن يكون شعار المرحلة ما قاله الإمام الشهيد "لا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة، ولكن غالبوها واستخدموها وحولوا تيارها واستعينوا ببعضها على بعض وترقبوا ساعة النصر وما هي منكم يومئذ ببعيد".