تهنئة بعودة: "صوت الحق والقوة والحرية"

 أهنئ نفسي والإخوان المسلمين جميعا وأبناء الثورة المصرية وأنصار الحرية في كل مكان بعودة بث موقع "إخوان أون لاين" من جديد، ونسأل الله أن يكون كلمة حق علي طريق الدعوة إلي الله ونصرة دينه، وأن يكون صوت الحق والقوة والحرية لكل القضايا المنصفة والشعوب المستضعفة.

وإذا ما نظرنا إلى الواقع الأليم الذي تعيشه الأمة الإسلامية بشكل عام ودول "الربيع العربي" بشكل خاص، من محاولات حثيثة لمحو هوية الأمة، وانقلاب إجرامي على إرادة الشعوب والعمل على كسر إرادتها بالقوة الباطشة، وتغول واضح للمشروع الصهيو- أمريكي، فهذا مما يستدعي ويفرض توحد جهود العاملين للإسلام وكل الوطنيين الأحرار الذين قاومون الظلم والاستبداد، والعمل الجاد والدؤوب لصد ومقاومة هذا الخطر الداهم، وأولى الناس بذلك هم "الإخوان المسلمون"، باعتبارهم "النواة الصلبة" و"القلب النابض" للمشروع الإسلامي، ولأنهم كانوا أول المستهدفين من الثورات المضادة.

من هذا المدخل فنحن "الإخوان المسلمون" بحاجة ماسة الآن الي تنشيط ركن العمل، وهو أحد أركان بيعتنا، بفهم وانضباط يستظل بمدارسة أركان بيعتنا جميعا.

لقد اهتم الإمام البنا رحمه الله بقضية العمل اهتماما بالغا، فجعل ركن العمل من أركان البيعة التي يحفظها كل أخ، قولاً وفعلاً، ويعاهد الله على أن يعمل بها.

يقول الإمام حسن البنا رحمه الله: وأريد بالعمل: ثمرة العلم والإخلاص "وَقْل اعْملُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَ رًسُولُهً والْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُونَ إِلَى عَالِم الْغَيبِ وَاَلشَّهادة فَيُنَبِئُكًم بِماَ كُنتُمْ تَعْمَلُون" (التوبة: 105)

وقد حدَّد الإمام البنا "رحمه الله "مراتب العمل المطلوبة من الأخ الصادق في الآتي:

- إصلاح نفسه حتى يكون: قويَّ الجسم، متينَ الخلق، مثقَّفَ الفكر، قادرًا على الكسب، سليمَ العقيدة، صحيحَ العبادة، مجاهدًا لنفسه، حريصًا على وقته، منظَّمًا في شئونه، نافعًا لغيره، وذلك واجب كل أخ على حدته.

-تكوين بيت مسلم: بأن يحمل أهله على احترام فكرته، والمحافظة على آداب الإسلام في كل مظاهر الحياة المنزلية، وحسن اختيار الزوجة، وتوظيفها على حقها وواجبها، وحسن تربية الأولاد والخدم وتنشئتهم على مبادئ الإسلام, وذلك واجب كل أخ على حدته كذلك.

- إرشاد المجتمع: بنشر دعوة الخير فيه، ومحاربة الرذائل والمنكرات، وتشجيع الفضائل، والأمر بالمعروف، والمبادرة إلى فعل الخير، وكسب الرأي العام إلى جانب الفكرة الإسلامية بمختلف مظاهر الحياة العامة بها دائمًا، وذلك واجب كلٍّ على حدته، وواجب الجماعة كهيئةٍ عامةٍ.

- تحرير الوطن: بتخليصه من كل سلطان أجبني غير إسلامي سياسي واقتصادي أو روحي.

- إصلاح الحكومة: حتى تكون إسلاميةً بحق، وبذلك تؤدي مهمتها كخادمٍ للأمة وأجيرٍ عندها وعاملٍ على مصلحتها، والحكومة إسلامية ما كان أعضاؤها مسلمين مؤدين لفرائض الإسلام غير مجاهرين بعصيان، وكانت منفِّذةً أحكام الإسلام وتعاليمه.

- إعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية: بتحرير أخطائها وإحياء مجدها وتقريب ثقافتها وجمع كلمتها؛ حتى يؤدي ذلك كله إلى إعادة الخلافة المفقودة والوحدة المنشود.

- أستاذية العالم: بنشر دعوة الإسلام في ربوعه.

وهذه المراتب الأربعة الأخيرة تجب على الجماعة، وما أثقلها تبعات، وما أعظمها مهمات، يراها الناس خيالاً ويراها الأخ المسلم حقيقةً، ولن نيأس أبدًا، ولنا في الله أعظم أمل".

وفي ترتيب أركان البيعة نجد أن ركن العمل يأتي بعد ركني الفهم (العلم) والإخلاص، لأن العمل ثمرة للفهم والإخلاص.

إن متانة صفنا تتحقق بتمثل أركان بيعتنا من: الفهم والإخلاص والعمل والجهاد والتضحية والطاعة والثبات والتجرد والأخوة والثقة،وهي الكفيلة- بحول الله- بصد أي عدوان علينا ودحر أي خطر يتهددنا، وما أحوجنا لذلك في هذه الأيام.

... والصراعٌ بين الحق والباطل، يتطلب صبرًا واحتمالاً وبذلاً وعطاءً وتضحية دون تعجُّلٍ لنتائج ودون يأسٍ أو قنوطٍ.

يقول الإمام البنا عن القوة النفسية التى يحتاجها أصحاب الدعوات:

(ﺇﻥ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﻣﻨﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﻯﺀ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺃﻭﻣﻦ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻰ ﻋﺪﺓ أﻣﻮﺭ:

ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﻻ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺿﻌﻒ ﻭﻓﺎﺀ ﺛﺎﺑﺖ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻠﻮﻥ ﻭﻻ ﻏﺪﺭ ﺗﻀﺤﻴﺔ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﻻ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﻃﻤﻊ ﻭﻻ ﺑﺨﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻤﺒﺪﺃ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﻪ ﻳﻌﺼﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﻹﻧﺤﺮﺍﻑ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺨﺪﻳﻌﺔ ﺑﻐﻴﺮه).

ان الإخوان المسلمين أصحاب عقيدة يهتفون من أعماقهم دوما: الله غايتنا والرسول قدوتنا والقران دستورنا والجهاد سبيلنا والموت فى سبيل الله أسمي أمانينا, وهى هتافات نطبقها عمليا فى كل وقت , فبفضل الله نحن لا ننهزم او نستسلم للطغاة ابدأ, ننتصر او نموت.

ان ثورتنا ما قامت إلا لتستكمل إعداد الأمة لمعركتنا الفاصلة بيننا وبين الصهاينة، وإن تلك الأخبار التي تزعم الترتيب لمصالحة مع الانقلاب ليست الا اختلاق لا أساس له من الصحة.

لقد أكدت الجماعة في كل بياناتها أنها ماضية فى مسارها النضالي الثوري السلمي حتى إسقاط الانقلاب وتحقيق أهداف ثورة الشرعية وكل أهداف ثورة  25يناير وأنه لا تفريط فى حق الشهداء والمصابين والمعتقلين, وأنه لا تفاوض أو مصالحة مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين ولا تراجع عن استرداد شرعية اختيارات الشعب, وشرعية الرئيس الصامد د. محمد مرسى.

ويكرر الأخوان المسلمون تأكيدهم أنهم لن يساوموا بأي حال على التضحيات التي قدمها الشعب المصري وفى القلب منهم أبناءالإخوان المسلمين.

فلا مهادنة للخونة ولا تصالح أبدا أوقبول أنصاف حلول, وهتافنا المستمر:

ثورة ثورة حتى النصر ….. ثورة فى كل شوارع مصر

يسقط يسقط حكم العسكر ….. يسقط يسقط حكم العسكر

(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) يوسف

والله أكبر ولله الحمد

د. محمد عبد الرحمن المرسي

عضو مكتب الارشاد

رئيس اللجنة الإدارية المؤقتة