سيظل انتصار السادس من أكتوبر 1973م (العاشر من رمضان) محفورا في تاريخ مصر ومسيرة كفاح شعبها العظيم، تفخر به الأجيال جيلا بعد جيل.. يومها كانت وحدة الشعب المصري ومعه الشعوب العربية على قلب رجل واحد، ومن أجل هدف واحد، هو تحرير الأرض من الاحتلال الصهيوني.

واليوم تبدل الحال، وأصبح العدو صديقا، تتم الهرولة إليه، وانقلبت العقيدة القتالية لجيش مصر - أقوى جيوش المنطقة - على يد جنرالات الانقلاب بقيادة السيسي، من مواجهة العدو إلى مواجهة الشعب، وحماية مصالح هذا العدو، بعد أن توارت عقيدة الجهاد والوطنية وحفظ التراب الوطني ، وتحولت إلى حال مخزية من التفريط في الأرض والموارد والمكتسبات.. فباتت سيناء الحبيبة تحت الحصار والقصف والتهجير،  وكلأً مباحا لطائرات العدو، وقد عشنا أشد المواقف مرارة وخيانة بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير،  وإضاعة حقوقنا  في حقول غاز المتوسط ، ومياه النيل،  بعد أن باتت مصر سجينة الانقلاب العسكري الغادر .

لقد حوًل جنرالات هذا الانقلاب الفاشي ذكرى النصر في  6 أكتوبر 2013م إلى نقطة سوداء في تاريخ مصر، فارتكبوا واحدة من أبشع المجازر ضد طلاب الحرية الذين انتفضوا ضده في ربوع مصر، راح ضحيتها 53 شهيدا و ٢٦٨ جريحا، واعتقل أكثر من ٥٠٠ من خيرة أبناء مصر.

 لكن  روح الإيمان بالله المتجذرة في قلوب الشعب المصري العظيم وروح التحدي والكرامة التي ما زالت تسري في عروق أبنائه قادرة على التحرر من أغلال الخوف والتردد، والانطلاق نحو التحرر من أسر الضعف والتبعية والانهزام، واستعادة كل ما تم التفريط فيه من أرض  وحقوق ومقدرات، بعد تخليص البلاد من قبضة هذا الانقلاب وإزاحته إلى غير رجعة إن شاء الله .

والله أكبر ولله الحمد

د. طلعت فهمي

المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين

الأحد 7 صفر 1441 هـ- 6 أكتوبر 2019م.